اقتصاد

مَن المستفيد مِن تجويع 90 % من السوريين؟!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

فوضى في التسعير والنقل والخدمات تسيطر على الوضع بشكل ملحوظ بعد ارتفاع أسعار المشتقات النفطية إلى مستويات قياسية. هذا الارتفاع لا يزال يلقي بظلاله على فقراء سورية الذين وصلوا إلى 90 بالمئة وفقًا لتقديرات المنظمات الدولية.
على الرغم من انخفاض قيمة الليرة السورية في السوق السوداء وتحسن بسيط في قيمتها الرسمية، إلا أن أسعار معظم السلع ارتفعت بشكل غير مبرر. يبدو أن الأسواق تعمل كما لو كان هناك اتفاقًا غير معلن لزيادة الأسعار، حتى أنها لا تتناسب مع الزيادة في أسعار الرواتب التي منحت للعاملين في الجهات الحكومية.
ما يثير الأمر دهشة أن نرى الفوضى تسيطر على الأسواق وتؤثر بشكل سلبي على الفقراء، في حين تبقى الحكومة صامتة وغير مبالية. ومؤخرًا، سمعنا عن تشكيل لجنة من معاوني 6 وزراء لدراسة آلية تسعير المواد والسلع وتحليل التكاليف. ومن المفاجئ أن يتبين لنا أن التسعير الحالي يتم بدون اعتماد على آلية حقيقية ولا يعكس التكاليف الفعلية. يبدو أن الاحتكار ما زال قائمًا في الأسواق، وهذا يثير استياء الشارع السوري، حيث يعتقدون أن تشكيل لجنة هو محاولة لتجاوز المشكلة دون حلها.
بعد رفع أسعار المحروقات، ارتفعت الأسعار بنسبة تفوق 5 أضعاف النسبة المتوقعة. فوضى التسعير تسيطر بشكل كبير على الأسواق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلع الأساسية مثل البيض، حيث وصل سعره إلى 56 ألف ليرة. وأيضًا الخضار بأسعار تفوق 5000 ليرة مثل البندورة و6000 ليرة مثل الخيار، بينما ارتفع سعر الباذنجان من 2000 إلى 4500 ليرة. والفاصولياء الكلاوية بلغ سعرها 50 ألف ليرة للكيلو. الأسعار للفواكه تجاوزت 6500 ليرة كحد أدنى، وسعر كيلو الموز وصل إلى 45 ألف ليرة. أما المنظفات، فقد ارتفعت أسعارها دون أي تحسن في جودتها.
الأسواق لم تستقر بعد حتى بعد إقرار زيادة الرواتب، ولم يتم تحديد آلية قياسية لنسب ارتفاع الأسعار أو تحديد الأسعار بشكل عادل. بدلاً من ذلك، يبدو أن السلع تمر إلى وضع احتكاري، ويبدو أن الشعب السوري يعاني من هذا التدهور الاقتصادي ويجد صعوبة في توفير وجبة واحدة يومية لأطفاله، على اعتبار أن عروسة الزعتر هجرت الفقراء وغادرت بيوتهم.
بعد مرور شهر على رفع الأسعار، الوضع لا يزال مزعجًا والحكومة تواصل تشكيل لجان دراسية دون اتخاذ إجراءات فعلية لضبط الأسواق. السؤال الذي يطرح نفسه هو من يستفيد من هذه الفوضى التي تجعل الشعب السوري يعيش في حالة من الجوع والحاجة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى