اقتصاد

خلاف على السكر يكشف الخفايا… بحسبة بسيطة يحقق التاجر أرباح بالملايين من فارق سعري بالليرات

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

بيّن أحد تجار سوق الهال (فضل عدم كشف اسمه) أن الأسواق الكبرى بما فيها سوق الهال تعيش حالة من الاضطراب غير المسبوق، وذلك بسبب التفاوت الكبير في أسعار السلع بالجملة، على خلفية وجود خلافات بين كبار التجار بسبب المضاربات والاحتكار، وانخفاض القدرة الشرائية، بالإضافة لضعف الرقابة أو انعدامها فأصبح كل يسعر على هواه، وهذا ما يستغله بعض التجار لنشر بضائعهم المكدسة في المخازن بسعر أقل في السوق ريثما يحدث اتفاق جديد وتعود قواعد اللعبة كما كانت.

خلاف على السكر

وقال المصدر لصحيفة سنسيريا: “أن السكر كغيره من السلع يتم بيعه بهذه الطريقة العشوائية وفقاً لأهواء التجار، وأن الأسقف المفتوحة التي يمتلكها التجار وخصوصاً بالحرب سمحت لهم بأن يصارعوا بعضهم على جمع الأموال من جيوب المواطنين أو لإقصاء شركة معينة أو مستورد ما من السوق، وذلك بفارق بسيط بسعر الكيلو الواحد، ما يجعل من لقمة المواطن ساحة معركة بين تاجر وآخر”، في حين أن هؤلاء يستخدمون ما يسمى بـ (سر المصلحة) لتحقيق مآرب شخصية ومكاسب غير مشروعة على حساب المواطن.

وتحدث التاجر من سوق الهال عن خلاف نشبَ بين عدة تجار يبيعون السكر والطحين ومواد غذائية أخرى، والخلاف كان حول مادة السكر، حيث قام أحد مراكز بيع الجملة في بلدة بيت سحم ببيع السكر بسعر أقل من أسعار باقي المستودعات، ما كشف عن حقيقة الأرباح التي يحصلها التجار من تحكمهم بأسعار الجملة.

حسبة بسيطة بالملايين

وفي التفاصيل الأرقام تم بيع كيس السكر وزن 50 كيلو بسعر 306 ألف ل.س، من أحد مستودعات مركز بيع جملة في بيت سحم، وعليه فكيلو السكر بالجملة يقف على 6120 ل.س، وقام هذا المركز ببيع كمية 20 طن سكر بهذا السكر، أي بسعر 6.120 مليون للطن الواحد.

بينما وفي كافة المستودعات يتم بيع كيلو السكر بالجملة بسعر 6280 ل.س، أي بزيادة 160 ل.س في الكيلو الواحد عن السعر الذي باع به مستودع بيت سحم، وعليه يكون سعر الكيس سعة 50 كيلو بـ 314 ألف ل.س أي بزيادة 8 آلاف ل.س في الكيس الواحد، عن سكر الكيس من المركز الأول في بيت سحم، وبالتالي مبلغ 160 ل.س في الكيلو يحقق 160 ألف ل.س زيادة في الطن الواحد.

وبحسب التاجر فإن مبلغ 160 ل.س كفارق بين السعرين يشكل حجم ربح كبير للتجار الذين يبيعون بسعر 6280 للكيلو بسعر الجملة، ومن خلال حسبة بسيطة سنجد الـ 160 ل.س بكمية كمية 20 طن سكر تحقق ربح 3.2 مليون ليرة سورية.

خلل في التوازن

“وهذا هامش ربح ضخم يحققه أي تاجر، من خلال إحداث خلل في توزان العرض والطلب وجني أرباح هائلة، بعيداً عن أعين الجهات الرقابية” وفق ما تحدث التاجر في سوق الهال بدمشق.
وأردف المصدر قائلاً: “أن انفلات تجار الجملة بهذه الطريقة يعود إلى أن الجهات الرقابية تقع في خطأ التشدد الرقابي على حلقات ومتاجر البيع بالمفرق، فيما لم يتم وضع قوائم تحدد سعر المبيع بالجملة”.

يذكر أن سعر كيلو السكر في محلات المفرق يتفاوت من محل لأخر ويتراوح بشكل عام ما بين 7 آلاف ل.س وحتى 8 آلاف ل.س، وعليه يمكن قياس العديد من السلع والمواد الغذائية التي تتفاوت أسعارها من محل لأخر وليس فقط من سوق لأخر.

المصدر: سنسيريا

اقرأ المزيد: وزيرة سابقة: رفع سعر دولار المصارف خطوة لابد منها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى