الاخبار

مشروع أميركي لـ«شريط أمني»… أميركا لإسرائيل: حان وقت «المرحلة الثالثة»

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

نجحت أميركا في بلورة اتفاق أولي مع اسرائيل، يهدف إلى إيقاف العملية البرّية بزخمها واندفاعها الحاليَّيْن، والانتقال إلى «المرحلة الثالثة» منها، والتي تتمثّل في الانكفاء عن القتال بوتيرة ومستوى عاليَيْن، والتركيز على المواجهات المباشرة واحتلال المناطق التي باتت خالية من المباني، وفرض سيطرة عسكرية عليها، وذلك بعد الانسحاب ما أمكن إلى خطوط خلفية وفقاً لما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية.

و المرحلة الثالثة  لا تعني وقفاً لإطلاق النار، بل إنهاءً للعمليات الكبيرة، والتي سيُستعاض عنها بتكتيكات مغايرة، هي مزيج من توغّلات خاصّة لضرب أهداف معيّنة، وفرض مناطق عازلة يختلف عمقها واتّساعها بين بقعة جغرافية وأخرى، فضلاً عن تشديد الحصار على مناطق ثقل حركة «حماس» وفصائل المقاومة، سواء في شمال القطاع أو جنوبه، على أن يُبقي الجيش الإسرائيلي لنفسه هامش مناورة كبيراً جداً، في فعل ما يراه مناسباً، جواً وبحراً وبراً، لضرب أهداف في القطاع، انطلاقاً ممّا يتبلور لديه استخبارياً. بمعنى آخر، تنتهي الحرب من دون الإعلان عن انتهائها: تقليص حجم القوات وإعادة تمركزها في الأطراف ضمن شريط أمني من المفترض أن يبعد النيران الفلسطينية المباشرة عن المستوطنات المحيطة، القريبة من السياج، ما يعني اعترافاً شبه مباشر بفشل الحرب الإسرائيلية على غزة.وفيما سيأتي الانتقال إلى «المرحلة الثالثة»، تسووياً، بعد انتهاء «المرحلة الثانية» في منتصف الشهر المقبل، لا يزال هناك تشكيك لدى واشنطن وعدد كبير من المراقبين الإسرائيليين من خبراء وكتاب، إزاء إمكانية احترام صانع القرار في تل أبيب، للتاريخ المتّفق عليه مع الأميركيين، إذ يمكن أن تخرقه محاولات تملُّص وعرقلة من جانب الإسرائيليين، وهو أمر يبدو متوقّعاً وطبيعياً، بالنظر إلى المعضلة التي وجدت إسرائيل نفسها تواجهها بلا مخارج، بعد 75 يوماً على الحرب. وحتى أمس، كان رأي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأقطاب حكومته من اليمين، وكذلك الرأي السائد في الجيش الذي يقوده رئيس الأركان، هرتسي هليفي، يميل إلى أن مواصلة العملية البرية بزخم ووتيرة عاليَين، من شأنها إيجاد ظروف أفضل وروافع ضغط على حركة «حماس»، لتسهيل تحرير الأسرى الإسرائيليين. والواقع أن لدى كل هؤلاء إرادة مخلوطة بدوافع شخصية أو أيديولوجية، للاستمرار في القتال؛ إذ يخشى نتنياهو من أن تنتهي حياته السياسية مع انتهاء الحرب، فيما أقطاب ائتلافه من الفاشيين ثابتون على موقفهم الهادف إلى القتل لأجل القتل. أمّا قادة المؤسسة العسكرية فيدركون أن التراجع الآن، بلا تحقيق انتصار عسكري يمكن تسويقه لدى الجمهور الإسرائيلي كما لدى الآخرين، سيضرّ بقدرة الجيش ومكانته، بما لا يمكن حصر تداعياته السلبية على هذا الأخير وعلى الكيان.

على هذه الخلفية، يقول هؤلاء إن استمرار الحرب بوتيرتها الحالية، أقلّ سوءاً من وقفها، حتى وإنْ لم تحقّق أهدافها، وهو رهان على إمكان تحقيق إنجاز ما، مع استمرار القتال، فيما الانكفاء عنه، من شأنه أن يؤدّي إلى تسويات سياسية اضطرارية، ليست في مصلحة إسرائيل استراتيجياً. إلا أن معضلة صاحبَي هذا الرأي، تكمن في أنه كلّما مرّ الوقت ينخفض الرهان على تحقيق الإنجازات، وسط أثمان وخسائر كبيرة تتراكم يوماً بعد يوم، مع تراجع بات ملموساً، للتأييد الذي حظيت به العملية البرية، في بداية الحرب. وفي هذا السياق، تشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى انخفاض بوتيرة سريعة لهذا التأييد، مع مطالبة بضرورة الإسراع في الاتفاق على تبادل أسرى، وعدم الرهان على العملية العسكرية فحسب.

وفي المقابل، ينوي الراعي الأميركي مواصلة الضغط على صانع القرار في إسرائيل كي يلتزم بالمدّة المتّفق عليها، الأمر الذي يفسّر الزيارات المتتالية للمسؤولين الأميركيين إلى تل أبيب. ويعوّل الجانب الأميركي على عوامل ضغط إسرائيلية داخلية، من بينها الخسائر اليومية، والوضع الاقتصادي والسياسي، وضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين، والذي بدأ يأخذ منحًى تصاعدياً – وهو نتيجة إنجازات وصمود المقاومين في غزة -، في حين أنه من المشكوك فيه أن تنجح إسرائيل في أن تحقّق إنجازاً ذا دلالات، سواء في ما يتعلّق بهزيمة «حماس» وقتْل قادتها، أو لجهة تحرير الأسرى عسكرياً. وكما يرد في الإعلام العبري: الأمل بـ«صورة النصر عبر قتل (القيادي في حركة حماس، يحيى) السنوار صادق، لكن لا يمكن بناء إستراتيجية على الآمال».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى