الاخبار

إستراتيجية «المحور» بوجه أميركا

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يواصل محور المقاومة نشاطاته لكي يضمن انتصار حركة «حماس»، وتزايد أنشطتها العسكرية والناعمة وازدهارها ، بالمقابل يسعى الحلف الأميركي لمساعدة دولة الاحتلال على الانتقام من «الطوفان»، وتحطيم غزة على أهلها، واستبدال حكم «حماس» بدمية مطواعة ، هذا ما فندته صحيفة الأخبار اللبنانية بتقرير نشرته تحدد فيه هذه الخطوات ، إذ حسب التقرير

أولاً: إيران لم ترسل قواتها إلى لبنان واليمن

إذ يعتبر «حزب الله» من أقرب حلفاء طهران، لكن طهران لم تعلن الحرب على إسرائيل، قبل 17 عاماً، كما لم يرسل المحور قوات إيرانية أو سورية، إلى جنوب لبنان لصدّ عدوان تموز 2006، والذي كان اعتداء أميركياً كامل الأوصاف، في ظل دعم عربي شبه كامل، وأسئلة عن مدى قدرة المقاومين على صد العدوان المفاجئ. لكن هل يشتبه أحد في أن إيران وسوريا كانتا في الجبهة الأمامية، على طريقتهما، قلباً وقالباً، وقد أسهمتا في انتصار المقاومة، وتحوّلها قوة إقليمية. وهذا لا يغيّر في إعلان الانتصار لبنانياً بامتياز.

ثم إن المحور لم يرسل قوات إلى اليمن لحماية «أنصار الله» من الهجوم الأميركي – السعودي واسع النطاق (2015 – 2020)، كما لم يعلن السيد حسن نصر الله دخول الحرب في صنعاء لحماية رفيقه هناك السيد عبد الملك الحوثي، ولم نشاهد جندياً إيرانياً أو لبنانياً في صنعاء يصدّ الطائرات والصواريخ والحمم التي تقذف بها أبو ظبي والرياض منشآت مدنية يمنية. لكن هل يعتقدنّ أحد أنّ إيران و«حزب الله» لم يكونا حاضرين في معارك صنعاء وصعدة والحديدة؟ والسؤال في محله عن كيفية تمكّن المحور من المساهمة في منع انهيار حليفه اليمني، وتمكينه من الصمود؟

ما سبق، لا يدع مجالاً للشك في أن المحور في قلب المعارك القائمة حالياً دفاعاً عن «حماس» وانتصاراً لفلسطين.

ثانياً: «ميكانيزمات» منع سقوط الحلفاء

ويتابع المقال أن الحرب بين المحور المقاوم والحلف الأميركي قائمة على طول المنطقة وعرضها، منذ سنوات طويلة، لكن الحديث عن قرب إعلان إيران الحرب على إسرائيل، كوسيلة لمساعدة «حماس»، لا يقوم على أساس أو تجربة تاريخية. تستند سياسة المحور إلى أولوية التحرّر من الأجنبي، وبناء سياج عقائدي يُعْلي من شأن الاستقلال وعدم التبعية، القطري والإقليمي، لكن الإطار الأيديولوجي لا يكفي، وهو بحاجة إلى درع وسيف.

ولا تتحقّق أهداف المحور عبر بناء قواعد إيرانية في سوريا والعراق وغزة واليمن، وإنما عبر تقديم سند عسكري ومالي ولوجستي مستدام لكل الشركاء، الذين يتبادلون الخبرات والمعلومات والتضامن، في أوقات الشدّة والرخاء، بهدف مساعدة الفصيل المحلي، المؤمن بأهداف المحور، والذي اختار الانضمام إليه بقناعة وإيمان، على إنشاء قاعدة محلية صلبة، سياسية وعسكرية، قادرة على الصمود في وجه الاعتداءات، وتسديد الضربات الموجعة للاحتلال، وخلق قاعدة ردع قادرة على الثبات.

ثالثاً: تكتيكات الحرب ومفهوم الانتصار لدى المحور

أما في العموم، لا تعمل المقاومة وفقاً لخطط هجومية في عملها العسكري، بل وفقاً لإستراتيجيات الدفاع. ولن تجد حرباً استباقية شنّها أي طرف من أطراف المحور. ولا يُعد «الطوفان» استثناء؛ فـ«حماس» في موقع طرد الاحتلال من الأرض، وتحرير الأقصى والأسرى، والحرب في فلسطين لم تبدأ في السابع من تشرين الأول.

ومفهوم الانتصار في ذهنية المحور، في هذه المرحلة، يعني إفشال الاحتلال في تحقيق أهدافه السياسية، والصمود أمام ضرباته. ولذا، فإن وقف إطلاق النار، وبقاء البنية العسكرية والسياسية لـ«حماس» سليمة، وتمسّكها بمنجز أسر الجنود الصهاينة، هو النصر الذي يتحدّث عنه السيد نصر الله. المحور لن يسمح بسقوط «حماس». هذه أهم رسالة ذكرها زعيم «حزب الله»، وعلى الجميع ترقّب خطابه المقبل، ما دام أبقى كل الخيارات مفتوحة، وما دامت الحرب القائمة دفاعية، وجبهة تضامن مع غزة.

رابعاً: دورة العنف الأميركية

وبينما تقود أميركا العملية الحربية برمتها، وحديثها عن حماية المدنيين لا يعكس تمايزاً عن إسرائيل، في ظل حرصها على تصفية قضية فلسطين. وقد خبرت المنطقة السلوك الأميركي في حروب إسرائيل ضد لبنان وما بقي من فلسطين. تبدأ دورة الحرب بغطاء أميركي مطلق للهمجية الصهيونية، وتخويف الدول العربية التي تلتزم عادة الصمت أمام المجازر المروعة، أو تقول كلاماً لا يفهمه أحد، أو تجاري المنطق الأميركي الإرهابي. ثم في مرحلة ثانية، تتعالى ببطء الأصوات المطالبة بهدن إنسانية، ووجوب حماية المدنيين، وإيصال المساعدات. كما يرتفع صوت العرب بوجوب وقف إطلاق النار. لكن المنطق الأميركي في هذه المرحلة يستمر في شيطنة المقاومة ونزع إنسانيتها، ويُعْلي من شأن الحسم العسكري. وفي مرحلة ثالثة، ومع تزايد سيل الدم الفلسطيني، وقرف العالم من الغطاء الغربي، وزيادة خسائر الاحتلال، تحاول الماكينة الغربية زيادة المسافة بينها وبين إسرائيل، وتتزايد دعوات وقف إطلاق النار، مترافقة مع تبرير كل جرائم الاحتلال، والدعوة إلى إجراء تحقيق دولي لا يصل إلى نتيجة عملية.

ثم إذا ما أصاب الصهاينة الإرهاق، وخشي الغرب على جنود الاحتلال، ومؤسسات الكيان، أو وصلت العملية إلى طريق مسدود، أو دُمّر ما يمكن تدميره، ينادي الأميركيون بوقف إطلاق النار. ما زلنا في المرحلة الأولى، وننتقل ببطء إلى مرحلة تالية. فالأصوات الغربية الداعية إلى هدن إنسانية مازالت خجولة، مع توقع زيادتها، كلما زادت ضراوة العملية العسكرية.

خامساً: موقف العرب

كالبغبغاوات، تكرّر الأنظمة العربية المقولة الأميركية بـ«منع توسع الحرب»، والبيانات الصادرة من اجتماعات وزير الدفاع السعودي مع الجانب الأميركي كرّرت «أهمية ردع أي دولة، أو جهة غير حكومية، عن السعي إلى توسيع الصراع». ولا تخرج غالبية التصريحات العربية الأخرى عن هذا النص، وتضيف له حق إسرائيل في «الدفاع عن النفس»، على ألّا تبالغ. ولا يتم التطرّق إلى حق المحتلة أراضيهم في المقاومة.

وفي مقابل عمل محور المقاومة بطريقة مختلفة، يبعث الأميركي بخبراء من التخصّصات والمعارف كافة إلى الغرفة الحربية المعنية بإدارة العمليات على الجبهتين الجنوبية والشمالية، وينشر مسيّرات في أجواء غزة، وينشر على حدود القطاع وحدة «دلتا» الخاصة للمساعدة على اقتناص قادة المقاومة وإنقاذ الأسرى الذين غنمتهم «حماس» في السابع من تشرين الأول، ويركّز أقماره التجسّسية على الجولان وجنوب لبنان والقطاع والضفة والعراق وإيران، ويسهم في صدّ الصواريخ القادمة من اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى