الاخبار

يمكنه أن يمحو مدن عن الوجود بدقائق.. لماذا أدخلت روسيا صاروخ سارمات الخدمة؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

إعلان روسيا عن دخول منظومة صواريخ “سارمات” إلى الخدمة القتالية المباشرة يمثل خطوة ذات أبعاد ودلالات جديدة في سياق التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب، خاصة مع استمرار الأزمة في أوكرانيا وتصاعد التوترات مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) عبر الحدود البيلاروسية والبولندية.
المنظومة الباليستية “سارمات” تعتبر صاروخًا عابرًا للقارات ثلاثي المراحل يستخدم وقودًا سائلًا، ويمتلك مدى يصل إلى 18,000 كيلومتر ووزن إطلاق يصل إلى 208 طن، وهو يُعرف بملك الصواريخ الروسية. يمكن للصاروخ حمل حتى 10 رؤوس حربية كبيرة و16 رأسًا حربيًا صغيرًا، وتم تصميمه لاستبدال صواريخ “فوييفودا” السوفياتية في قوات الصواريخ الإستراتيجية.
إنتاج هذه الصواريخ يتم في مصنع كراسماش بإشراف وكالة الفضاء الروسية (روسكوموس). وعلى الرغم من قدرات هذا الصاروخ الهائلة، فإنه يُحدد للاستخدام في الأسلحة التكتيكية، وليس في الحروب الكبيرة.
صاروخ “سارمات” يتفوق بمراحل على القنابل النووية التقليدية مثل هيروشيما وناغازاكي من حيث القوة التدميرية، حيث يمكن له محو مساحات كبيرة من الأرض بمروره، وتفوق هذا الصاروخ بألف مرة تقريبًا القنبلتين المذكورتين. على سبيل المثال، يمكن للصاروخ “سارمات” محو مساحة تعادل مساحة فرنسا تقريبًا في غضون 3 دقائق.
في إبريل 2022، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نجاح آخر اختبار لإطلاق الصاروخ من قاعدة بليسيتسك الفضائية، مما أكد تحقيقه للمواصفات التصميمية بنجاح.
منظومة “سارمات” تمثل تطورًا عسكريًا بارزًا بسبب مزاياها التكتيكية والقدرة على تجاوز الرادارات وأنظمة الدفاع الصاروخي على مدى طرقها، وهي تعد جزءًا أساسيًا من القوات النووية الإستراتيجية الروسية.
بفضل قدرتها على شن هجمات من خلال القطبين الشمالي والجنوبي وتفوقها في التغلب على الرادارات، تعد منظومة “سارمات” تحدياً للقوات الجوية والصاروخية الأمريكية، وتشكل رسالة ردع قوية.
من الناحية السياسية، يُعتقد أن نشر منظومة “سارمات” يُرسل رسالة واضحة للولايات المتحدة وحلفائها، بأن روسيا مستعدة لمواجهة أي تصاعد في التوترات، وهذا يأتي في سياق تصاعد التوترات مع الغرب والتصاعد المستمر للأزمة في أوكرانيا.
بصفة عامة، يُعتبر دخول منظومة “سارمات” الخدمة القتالية تطورًا استراتيجيًا وسياسيًا مهمًا، ويعكس استعداد روسيا لحماية مصالحها والرد بقوة على أي تهديدات محتملة. ومن المتوقع أن تستجيب دول الناتو بتأكيد عدم وجود نوايا عدوانية تجاه روسيا في محاولة لتهدئة التوترات.
الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى