اقتصاد

السوريون محرومون من مؤنة الشتاء!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

باتت أغلب العائلات اليوم، تختصر بالمؤنة، فالعائلة التي كانت تصنع 50 كيلو من المكدوس، أصبحت تصنع 25 أو أقل نتيجة غلاء الأسعار بشكل كبير، أما بالنسبة لمونة الأجبان والألبان، فهي أصبحت من الماضي، فمعظم السوريين يعتمدون اليوم على شراء الكميات التي يحتاجونها ليوم واحد فقط.
تكاد تغيب طقوس موسم تحضير المؤنة الصيفية عند معظم العائلات في سورية، بسبب تردي الوضع المعيشي لشريحة واسعة من الأهالي، بعدما حرمتهم ظروف الغلاء وارتفاع الأسعار للأضعاف من تحضيرها في منازلهم، إذ كانت لا تخلُ أسرة من مختلف أصناف المؤنة في مطابخها، كجزء من أساليب المعيشية التي تعيينهم في أيام الشتاء.
يقول أبو مصطفى، تاجر في سوق الهال، إن الإقبال على شراء المؤنة كان ضعيفاً جداً، هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار، وغلاء مختلف الأصناف، إذ أن معظم المواطنين، باتوا يشترون بالكيلو فقط، أيّ للاستهلاك اليومي، فحسب وليس للتموين كما جرت العادة.
مونة بالتقسيط
يعد المكدوس والجبن واللبنة المدعبلة والزيتون الأخضر والأسود من أساسيات المائدة السورية على الفطور، إذ كانت المطابخ قديماً لا تخلو من مطربات وكانت النسوة تتباهى أمام بعضهن بالكميات المحضرة بشكل متقن.
اضطرت ندى الخوالي، وهي مدرّسة، لتقسيط ثمن المؤنة لهذا العام، بعد تضاعف الأسعار 4 أضعاف عن العام الماضي.
تقول الأربعينية إن الراتب لا يكفي لصناعة 10 كيلو مكدوس هذا العام، فهو لا يغطي تكاليف الزيت والجوز والفليفلة الحمراء والباذنجان والثوم وغيرها من مواد للمؤنة، وتضيف أنها قررت شراءها بالتقسيط الشهري من أحد أقرباء زوجها. وتتابع بأنها استغنت على الكثير من المواد التي كانت في الماضي، تقوم بتخزينها مثل البرغل والعدس والحمص والفول، وقررت شراء اللازم والضروري ضمن هذه الظروف الصعبة.
50 % من فلاحين لا يهتموا
أوضح عضو لجنة تجار سوق الهال، أسامة قزيز، أن ارتفاع الأسعار يعود للعديد من الأسباب، أولها ارتفاع أسعار المحروقات، لافتاً إلى أن 50 % من الفلاحين، ما عادوا يهتمون كثيراً بزراعة الخضار والفواكه، بل توجهوا إلى البيوت المحمية وإلى زراعة المحاصيل الاستوائية، مثل الموز والكيوي والأفوكادو والأناناس وغيرها، لأن أسعارها تزيد أربعة أضعاف عن المحاصيل الأخرى. وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار لا يتناسب مع الوضع الحالي، فالحركة الشرائية في سوق الهال ضعيفة نتيجة ارتفاع الأسعار، بالإضافة لارتفاع أجور النقل من درعا والسويداء، حيث وصلت أجور النقل لسيارة محملة 4 أطنان ما بين المحافظتين إلى مليون ليرة سورية وهذا ما أثر على ارتفاع الأسعار.
Q business

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى