الاخبار

لماذا تصاعد نشاط “التنظيم” في سورية مؤخراً؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

بدا لافتاً في الأيام القليلة الفائتة عودة نشاط تنظيم “داعش” إلى سورية باستهداف نقاط وحافلات للجيش السوري، إلى جانب تبني تفجيرين استهدفا نقاطاً في محافظة ريف دمشق، وكان آخر هذه الاستهدافات هو الهجوم على حافلات مبيت للجيش السوري في بادية الميادين بريف دير الزور، وسط تساؤلات تدور حول سبب عودة نشاط التنظيم، على الرغم من إعلان واشنطن باستمرار تنفيذ عمليات اغتيال بحق قياداته وإلحاق الهزائم به.
في هذا السياق يشير تقرير نشره موقع “ميدل إيست أون لاين” البريطاني إلى أن التنظيم المتطرف الذي سبق لمراكز متخصصة في متابعة أخبار “الجماعات الإسلامية المتشددة ومكافحة الإرهاب”، أن حذّرت من أن هزيمته في سورية والعراق لا تعني نهاية خطره، لافتاً إلى أنه قد تكون أحد أسباب عودة نشاط التنظيم هو تراجع التنسيق الروسي – الأمريكي في سورية، منوهاً بأنه من الأسباب المحتملة التي قد تفسر بروز “داعش” من جديد توقف التنسيق الروسي – الأمريكي لتفادي الاصطدام في سماء سورية، التي كانت إلى وقت قريبة مزدحمة بالمقاتلات الروسية والغربية وتحول التنسيق إلى احتكاكات سياسية وعسكرية واتهامات متبادلة بين الطرفين بتعطيل الحرب على الجماعات المتطرفة.
وفي هذا السياق أكد رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” عبد الباري عطوان، أن العمليّة الهجوميّة التي استهدفت حافلات للجيش السوري في المناطق الحُدوديّة المحاذية لشرقي سورية، لا يُمكن أن تتم من دُون تخطيط ومُباركة القوّات الأمريكيّة وحلفائها في المِنطقة، وقد يكون إلصاقها بـ “داعش” مجرد تمويه وإخفاء لهذه الحقيقة، فإذا كانت “داعش” هي المنفذ فعلاً، فلماذا لا تستهدف هذه الحركة القوات الأمريكية وقواعدها في المنطقة، التي تتخذ من محاربة هذه الحركة الإرهابية، والقضاء عليها، وتصفية قاداتها، عذراً لوجودها
بدورها نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر ميدانية إشارتها إلى أن التصعيد الروسي – الأمريكي الأخير في سورية، تَركّز في معظمه في منطقة التنف ومحيطها، نتيجة تأكيدات روسية لوجود دعم أمريكي جديد لعناصر تنظيم “داعش” في منطقة الـ 55 كم، وحثّهم على شنّ هجمات على الجيش السوري، انطلاقاً من هذه المنطقة، لافتة إلى أن المعلومات الروسية، أثبتت صحّتها اليوم بالتصاعد الملحوظ في هجمات التنظيم في مناطق سيطرة الجيش السوري، مع اختفائها اختفاء شبه تام في المناطق الخاضعة للنفوذ الأمريكي، ووفق الصحيفة فإن المصادر تتوقع أن تلجأ واشنطن إلى زيادة الدعم غير المباشر لهذه الخلايا، لتنفيذ مخطّط الضغط على الجيش السوري والروس والإيرانيين في البادية التي تربط سورية والعراق، إلى حين تجهيز القوات التي تعمل لإنشائها في المنطقة.
يشار إلى أن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية حذّر سابقاً من هجمات تحضر لها القوات الأمريكية، في أماكن عامة مزدحمة، ومؤسسات حكومية في سورية، مضيفاً أنه وفق مخطط واشنطن فإن المسلّحين سيتفاعلون مع الخلايا السرية للتنظيمات التكفيرية، مضيفاً أن إدارة هذا النشاط الإجرامي تتم في القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف، إذ يتم تدريب العشرات من مقاتلي تنظيم “داعش”، لافتة إلى أن الأمريكيين يجددون بانتظام صفوف الإرهابيين، ويطلقون سراحهم من السجون في الجزء الشمالي الشرقي المحتل من سورية، وإلى جانب هذه التحذيرات يشير خبراء أمريكيون إلى تراجع نشاط “داعش” في سورية، وبالتالي غياب المبرر الأمريكي لبقاء القوات الأمريكية في البلاد، حيث قال سابقاً جيف لامير، ضابط دفاع جوي سابق في الجيش الأمريكي إن تبرير بقاء القوات الأمريكية بذريعة مكافحة الإرهاب، والذي شكل الأساس السياسي والقانوني للبقاء في سورية أصبحت ضعيفة الآن، بعد ضياع الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم “داعش”
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى