عودة لغز “الشقوق الأرضية” في ليبيا.. ومخاوف من زلازل

تكررت ظاهرة ظهور تصدعات أرضية غامضة في المنطقة الغربية، مع اكتشاف شقوق جديدة في بئر عجاج “قطيس”، على بُعد 70 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس.

ولم يصدر أي تقرير رسمي حتى الآن يفسر سبب هذه التصدعات، بعد ظهورها لأول مرة في مارس الماضي.

ووفقاً لدوريات جهاز الشرطة الزراعية، فإن أحد الشقوق في بئر عجاج يمتد بطول 800 متر، بعمق يتراوح بين متر وثلاثة أمتار.

وأشار الجهاز إلى أن السيول قد تكون السبب وراء هذه التصدعات، وأوصى بزراعة أشجار ذات جذور عميقة، مثل “السرول والصنوبر”، لتثبيت التربة.

أما التصدعات التي ظهرت سابقاً في منطقة السبيعة، فقد كانت محور تحقيق من قبل ثلاث جهات هي: إدارة الإصحاح البيئي بوزارة الحكم المحلي، ووزارة البيئة، ولجنة إدارية مكلفة بمتابعة ظاهرة المياه الجوفية في زليتن.

لكن لم يُصدر حتى الآن أي بيان رسمي عن نتائج هذه التحقيقات.

وقد أثارت هذه التطورات مخاوف بين السكان، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز في المغرب عام 2023، والذي أودى بحياة حوالي 3 آلاف شخص.

وظهرت تقارير حول حفر ضخمة في قرى بالمغرب تصل إلى عمق 60 متراً، ما ربطه الخبراء بحركة الصفائح التكتونية.

كما تشير بعض صفحات التواصل الاجتماعي إلى أن تلك الشقوق قد تكون ناجمة عن نشاط زلزالي، مع احتمال وجود حالات مشابهة صاحبت زلزال تركيا المدمر.

وأثارت هذه المخاوف دعوات للجامعات ومراكز الأبحاث في ليبيا لدراسة الظاهرة وتحذير الناس من احتمال وقوع هزات أرضية.

وأكد المهندس الجيوفيزيائي حكيم المسلاتي أن المنطقة الغربية في ليبيا تحوي “صدع العزيزية”، الذي يمتد لنحو 300 كيلومتر، مما يجعلها عرضة للهزات الأرضية والزلازل وفقاً لسكاي نيوز عربية.

وفيما يتعلق بالتصدعات الجديدة، يرى المبروك الفهري، المختص في شؤون المناخ، أن الأمطار الغزيرة على منطقة الجبل الغربي وجريان المياه في الأودية باتجاه المناطق المنخفضة قد يكونان سبباً لهذه التصدعات.

وذكر أن تدفق المياه بقوة نحو البحر تسبب في ظهور شقوق أرضية في منطقة قطيس، مع امتدادات وأعماق متفاوتة.