الاخبار

سوريا: أستاذ في المناخ يتوقع أن صيف العام الحالي سيكون “حار جداً”

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

بعد أن تصبب المواطن السوري عرقاً في الشتاء من قرارات رفع الأسعار المتوالية، جاء الصيف حاملاً معه درجات الحرارة المرتفعة باستمرار على وقع تغيرٍ مناخي يشهده العالم أجمع، ولكن المختلف في سورية أن المواطن يعاني من متنافسين يسجلان أرقاماً مرتفعة وغير مسبوقة، فيما يبحث “المواطن المسلوق” عن ظلٍ يقيه حرارة الشمس ووجع القلب.
الأستاذ في علم المناخ بجامعة “تشرين”، رياض قره فلاح، أكدّ لـ “شام تايمز” أن التغير المناخي في سورية يشبه باقي مناطق العالم وخصوصاً الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي عبارة عن مناطق مهيّأة جداً لحدوث التغيرات المناخية بسبب تعدد المؤثرات التي تتلقاها من كل الاتجاهات، لذلك تعد سورية منطقة سترتفع فيها درجات الحرارة حتى عام 2100 ما بين درجة ونصف إلى درجتين ونصف.
وبيّن “قره فلاح” أنه يُتوقع أن يكون العام الحالي حار جداً، وهذا ما تثبته الأيام الحالية من بدايات موجات حرّ وارتفاع حراري، واعتبر أن هذا الحرّ باكر “نسبياً”، ولكنه متوقّع في تموز لافتاً إلى أنه لا يتوقع أن تعود درجات الحرارة للوراء في ظل هذه الظروف الحالية، لأن تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي يعطيها مجالاً واسعاً لاستمرار ارتفاع درجات الحرارة، حيث تبقى هذه الغازات في الجو لفترات طويلة ولا تتلاشى في هذه البساطة، ما لم تُتخذ إجراءات طويلة الأمد، لذلك يُنتظر أن يكون كل صيف أكثر حرارة من قبله وكذلك يكون الشتاء أدفأ.
من علامات التغير المناخي في سورية أن الأيام التي نشهدها تسمى بالأيام الحارة فدرجات الحرارة فيها أكثر من 35 درجة مئوية، أما الأيام الصيفية تكون درجات الحرارة فيها ما بين 25 – 30 درجة مئوية، والأيام الحارة زاد عددها فيما تناقص عدد الأيام الصقيعية التي كانت درحات الحرارة فيها دون الصفر، والتي أصبحت في بعض الأماكن شبه معدومة، وتراكم الثلوج أصبح أقل وفق “قره فلاح”.
وأوضح “قره فلاح” أن من علائم التغير المناخي في سورية أن المحاصيل أصبحت تنضج قبل أوانها كالبرتقال والعنب والقطن وغيرها وهذا يدل على ارتفاع درجات الحرارة، مضيفاً فيما يتعلق بالجفاف أن أكثرية السنوات كانت تميل إلى الرطوبة والطقس المعتدل، حيث كانت السنوات الجافة قليلة، أما حالياً من كل 10 سنوات يمكن أن تكون 8 سنوات جافة وسنتين رطبتين.
ونوّه “قره فلاح” بأن تغير درجات الحرارة يؤدي إلى تغير كل شيء فمثلاً نظام التبخر يصبح أكثر تبخراً، وكمية الغيوم أقل والوصول إلى بخار الماء الماطر أصعب، وعندما تهطل الأمطار تهطل بغزارة أكثر وبتباعد مكاني وزماني أكبر، مدللاً على ذلك بما حدث من انقطاع الأمطار بعد الزلزال لمدة شهر ونصف، مؤكداً أن هذا التباعد الزمني الكبير في شهر شباط للأمطار لم يكن يحدث سابقاً، وكلها من علائم تغير المناخ.
وأشار “قره فلاح” إلى أن عام 1998 في سورية يعد نقطة الفصل ما بين قبل وبعد حدوث هذه التغيرات بشكلها المتسارع، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير بعد هذا العام.
وأضاف: كان العقد الأول ما بين عام 2001 إلى 2010 فترة استثنائية من حيث درجات الحرارة و2003 كان مميز أيضاً وكذلك 2005 و 2010، وبعد ذلك أخذ العقد ما بين 2011 و 2020 ينافس العقد الذي سبقه، من حيث ارتفاع درجات الحرارة حيث كانت أعوام 2015 و2016 و2017 أعوام خطيرة من حيث ارتفاع درجات الحرارة.
شام تايمز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى