الاخبار

خالد العبود: ما سرُّ التقارب العربيّ مع سوريّة؟!!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

-في بداية التقارب العربيّ – العربيّ، كتبنا لكم شيئاً نعتقد أنّه كان هامّاً، وهو أنّنا أردنا تثبيت واحدة تقول: بأنّ هذا التقارب هو نتاج تحولات وانزياحات كبرى، يبحث فيها “النظام العربيّ الرسميّ” عن مصالحه، في خارطة عالمٍ يتغيّر!!..

-وأكدنا حينها، أنّ هذا “النظام” هو بحاجة ماسّة لهذا التقارب مع سوريّة، كما أنّ سوريّة بحاجةٍ لهذا التقارب أيضاً، وقلنا بأنّ هذا “النظام”، سوف يتقارب مع دمشق تحت غطاء سياسيّ، يحمل عناوين متعدّدة، ومنها عنوان: “الحلّ السياسيّ” في سوريّة!!..

-في جوهر الواقع العربيّ، وجوهر إمكانيات هذا “النظام”، نعتقد أنّه لا يمتلك القدرة على تقديم أيّ وصفة عربيّة، لحلّ أيّ “ملفٍّ عربيٍّ داخليٍّ”، أو لإطفاء أيّ حريقٍ ساهم في إشعاله، خلال المرحلة الماضية من عمر العدوان على المنطقة، وهو يدرك جيّداً، أنّ كلّ هذه الحرائق التي ساهم في إشعالها، على مستوى دول العالم العربيّ، لم تكن حرائق موضوعيّة أساساً، وإنّما كانت جسور عبور لإسقاط الأنظمة في هذه الدول، ليس إلّا!!..

-إنّ هذا “النظام”، وفي مجمله، يخرج من معركةٍ كبرى، كان الخاسر الأكبر فيها، فهو غير قادرٍ على أنّ يقدّم أيّ “حلٍّ” لأيّ مشكلة عربيّة، وغير قادرٍ على الاستثمار في أيّ ملفٍّ عربيٍّ أنتجه عدوان “الربيع العربيّ”، بمعنى أنّه غير قادرٍ على تقديم أيِّ “وصفة حلٍّ” في ليبيا، أو في اليمن، أو في لبنان، أو في تونس، أو في السودان، أو في سوريّة!!..

-كلّ ما سوف يفعله هذا “النظام”، هو أنّه سوف يبحث عن مصالحه، في خارطة صاعدة على مستوى المنطقة، كون أنّ سوريّة رئيسيّة من رئيسيّات هذه الخارطة، ليس لأنّ سورية أغنى أو أقوى أو أكبر دولة عربيّة، على العكس تماماً، فسورية تخرج من هذا النزال الكبير، وهي منهكة ومتعبة، تخرج وقد خسرت الكثير من إمكانياتها، وهي بحاجةٍ لاسترداد عافيتها وعافية شعبها!!..

-لهذا فإنّ عودة سورية إلى محيطها العربيّ والإقليميّ، هي حاجةٌ كبيرة وإنجازٌ هامٌّ بالنسبة لها، لكن السؤال:
لماذا أصبحت سوريّة حاجةً بالنسبة لهذا “النظام العربيّ الرسميّ”، وما هو “سرُّ هذا التقارب”؟!!..

-هذا هو سؤال الفصل في هذا التقارب العربيّ – العربيّ، إذا أنّنا نعتقد أنّ أمن الفضاء العربيّ، في ظلّ تراجع الدور الأمريكيّ، انكشف تماماً، وبخاصّةٍ أنّ غالبيّة الأنظمة العربيّة وحكوماتها، تورّطت في سيناريو فوضى عميقٍ جدّاً على مستوى المنطقة، تمثّل في العدوان عليها بمجملها، وليس على سوريّة فقط!!..

-فسرُّ التقارب وحاجة هذه الأنظمة والحكومات له، هو أنّ هذه الأنظمة والحكومات، أضحت بحاجة إلى مفاتيح تخصّ أمنها الداخليّ، وأمنها ضمن خارطة الإقليم الصاعدة، وإلّا لماذا لا يتحرّك هذا النظام للتقارب مع ليبيا، أو مع اليمن، ولماذا لا يحجّ قادته إلى تونس أو إلى لبنان، لحلٍّ سياسيٍّ بين “أطراف متخاصمة أو متنازعة”؟!!..

-دائماً كنّا نحدّثكم عن دورٍ أمنيٍّ لعبته سوريّة، خلال العدوان عليها، وهو أنّها راكمت وجمّعت ورتّبت ملفاتٍ هامّةً وعديدةً، بواقع تورّط الأنظمة العربيّة وحكوماتها، وهي ملفات خطيرة جدّاً، على مستقبل وأمن وتاريخ ووجود هذه الأنظمة وتلك الحكومات، إذا ما تمّ استعمالها سلباً، في إعادة إنتاج خارطة استقرار “النظام العالمي الصّاعد”!!..

خالد_العبّود..

اقرأ المزيد:  فرانس بريس: 4 أسباب تدفع السوريين للتصويت لأردوغان في الانتخابات التركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى