البروكار الدمشقي يواجه خطر الزوال.. هل تعود معامل الحرير الطبيعي؟

تواجه صناعة البروكار الدمشقي خطر الاندثار نتيجة لتراجع عدد الأنوال التي تصنع هذه الأقمشة الفاخرة، وتوقف معظم معامل الحرير في سوريا عن العمل. يزيد ارتفاع سعر متر البروكار عن 600 – 700 ألف ليرة سورية عن عرقلة الطلب عليه وتوجه المستهلكين نحو البدائل الصناعية.

لفهم واقع صناعة وتجارة البروكار، التقينا بعدد من تجار التحف والأقمشة في دمشق. أكد صاحب محل للأقمشة والتحف أن البروكار يعتبر مصدراً هاماً للجذب السياحي ويعتمد بشكل كبير على السياح والزوار العرب والأجانب. لكنه أشار إلى تأثر هذه الحرفة بشكل كبير جراء الحرب في سوريا، مشيراً إلى أهمية تراثية عميقة لهذه الحرفة وصعوبة التخلي عنها.

مشكلة تراجع الإنتاج تعود إلى نقص العمال الماهرين والمواد الأولية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البروكار بشكل كبير. وهذا يجعل صعوبة بيع هذه المواد أكثر، خاصةً وأنها تعتبر من السلع الفاخرة التي يتأثر الطلب عليها بشكل كبير خلال الظروف الاقتصادية الصعبة وفقاً لموقع أثر برس .

توضح تجار آخرون أن البروكار الصناعي متوفر بكثرة وبأسعار منخفضة مقارنة بالبروكار اليدوي، مما دفع الزبائن لتفضيل البدائل الصناعية. وتأثر توفر مادة الحرير الطبيعي بإغلاق معمل الحرير في بلدة الدريكيش بمحافظة طرطوس على توفر المادة بالأسواق.

جمعية الصخرة الخيرية تعمل على دعم وتعليم المهن التراثية، بما في ذلك الحياكة على النول اليدوي، للحفاظ على هذا التراث الثقافي القيم. وتأمل في التعاون مع معمل دير ماما في ريف حماة لإعادة تنشيط صناعة خيوط الحرير الطبيعي.

تمتد صناعة البروكار في دمشق لأكثر من 1200 عام، وهي تعتبر واحدة من أهم المهن التي تميزت بها المدينة. يعكس البروكار الدمشقي تراثاً غنياً من التصاميم والرسومات التي تجسد جمال البيوت الدمشقية التقليدية.