من هو أول إنسان مات بالفضاء؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

في سياق الحرب الباردة، حاول الاتحاد السوفيتي استعادة مكانته ورد الاعتبار لنفسه من خلال محاولة إطلاق أول محطة فضائية مأهولة، بعد أن نجح الأميركيون في الوصول إلى سطح القمر. يتجلى ذلك في تاريخ 21 يوليو 1969، حين شاهد نحو نصف مليون شخص حول العالم هبوط أول إنسان على سطح القمر، وعلى الرغم من أهمية هذا الحدث العلمي الفريد الذي شهد هبوط مركبة أبولو 11 وخروج الرائد نيل أرمسترونغ على سطح القمر، فإن هذا النجاح الأميركي كان صدمة للاتحاد السوفيتي.

واستجابًا لهذه الصدمة، بدأ الاتحاد السوفيتي بتوجيه جهوده نحو برنامج الفضاء المأهول، حيث أعلن عن نيته في بناء محطات فضائية مأهولة لتعزيز مكانته وتصحيح الانطباعات.

ومن هنا، تم تطوير مشروع محطة الفضاء السوفيتية “ساليوت 1″، وذلك بعد تعديلات كبيرة على مشروع محطة الفضاء العسكرية “ألماز”. تم إطلاق محطة الفضاء ساليوت 1 بنجاح عام 1971، بهدف المحافظة على مكانة الاتحاد السوفيتي وتعزيز دوره في مجال الفضاء.

وخلال هذه الفترة، كان لدى الأميركيين مشروع سكايلاب، الذي أرسلت أول محطة فضائية لهم إلى المدار. بناءً على تلك المنافسة، قام الاتحاد السوفيتي بتعديل مشروع محطتهم الفضائية ألماز، مما أدى إلى ظهور محطة الفضاء ساليوت 1 بتصميم مستلهم من ألماز.

تم بناء محطة ساليوت 1 في عام 1970، وقاد تطويرها الجنرال السوفيتي كيريم كيريموف، الذي كان أيضًا مسؤولًا عن مشروع سويوز. وفي عام 1971، تم إطلاق مهمة سويوز 11 للتوجه نحو محطة ساليوت 1، وتمكن رواد الفضاء السوفيين من الرسو على المحطة والبقاء فيها لمدة 23 يومًا.

ومع ذلك، تحوّل هذا النجاح إلى كارثة مأساوية بعد موت طاقم مهمة سويوز 11 أثناء العودة إلى الأرض بسبب عطل في صمام معادلة الضغط في كبسولة العودة. وبهذا، تم تكريم رواد الفضاء الثلاثة من قبل الاتحاد السوفيتي كأول من يموت بالفضاء، ودُفنوا في مقبرة سور الكرملين بموسكو.

صور من الجنازة

العربية