صحة و جمال

علماء النفس يوضحون أهمية عدم التواصل مع الشريك السابق.. لا تتصلوا به مجدداً

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تعتبر فترة ما بعد الانفصال من أصعب المراحل على الإطلاق بسبب كمية المشاعر الجياشة والمتناقضة التي تترافق معها، فقد تشعرين خلال هذه الفترة بالحزن والغضب من ناحية، كما قد تشعرين بالاشتياق والندم من ناحية أخرى، وسواء كان قرار الانفصال صائباً أم لا ستشعرين بلا شك في رغبة بتجاهل كل ما مضى والعودة من جديد.

لكن وعلى الرغم من صعوبة الأمر، يعتقد علماء النفس وخبراء العلاقات أنك بمجرد اتخاذ قرار الانفصال يجب أن يكون قرارك حاسماً وأن تبدئي من بعده بتطبيق ما يسمى “قاعدة عدم الاتصال”.

ما هي قاعدة “عدم الاتصال”؟
كما توحي العبارة، تستلزم قاعدة “عدم الاتصال” قطع جميع الاتصالات مع حبيبك السابق بعد الانفصال، إذ يعتقد الخبراء أنها الطريقة الأمثل والأسرع لشفاء قلبك والمضيّ قدماً.

ويشمل “عدم الاتصال” الامتناع عن المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والرسائل المباشرة وحتى “الإعجابات” على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن اللقاءات الشخصية بكل تأكيد.

ويعتقد بعض الخبراء، أنه من الأفضل كذلك عدم تتبع أخبار الشريك السابق من خلال أصدقائكما المشتركين.

أما عن أهمية هذا الإجراء، ففي حال كان الانفصال قراراً صائباً سيمنحك “عدم الاتصال” القدرة على المضيّ قدماً في هذا القرار الصائب، أما في حال كان الانفصال غير نهائي أو أنه لم يكن القرار الأفضل، فسيمنحك عدم الاتصال القدرة على التفكير بعقلك بعيداً عن المشاعر المتضاربة.

فوائد عدم الاتصال
لا شك أن الانفصال صعب بشكل لا يصدق، ويصاحبه كثير من المشاعر المربكة، سواء كان الانفصال ودياً أم لا.

يقول عالم النفس إرنستو ليرا دي لا روزا لموقع Very Well Mind: “من الطبيعي أن تشعري بالضيق والحزن والقلق واليأس والعجز والارتباك بعد الانفصال”، قد تبدئين أيضاً باستعادة الذكريات الجميلة منها والسيئة ما يزيد من تخبطك وارتباك مشاعرك.

لكن، يتيح لك “عدم الاتصال” مزيداً من الوقت لمعالجة الخسارة والحزن في علاقتك بشكل صحي. في النهاية، يمكن أن يساعدك على إصلاح قلبك، وتقبل انتهاء العلاقة، والبدء في حياة جديدة عندما تصبحين جاهزة لذلك.

يسمح اتباع قاعدة “عدم الاتصال” أيضاً بمنعك من الانزلاق مرة أخرى في العلاقة نفسها، ما يؤدي إلى حدوث ارتباك يمكن أن يطيل من ألمك. قد يكون من الصعب التعامل مع هذه الحدود الواضحة، خاصة في بداية الانفصال، ولكن عدم التواصل مع الشريك السابق يتيح لك مساحة للمضيّ قدماً في حياتك بعيداً عن المؤثرات العاطفية.

استثناءات من قاعدة عدم الاتصال
يوضح الخبراء أنه توجد حالات لا يكون فيها “عدم الاتصال” هو الخيار الأمثل. على سبيل المثال إذا كان لديك أطفال ووقع الطلاق بينك وبين زوجك السابق فلا بد من وجود نوع من التواصل بينكما بعد الانفصال. كذلك إذا كنت تعملين بنفس المكان مع شريكك السابق أو إذا كنتما تتواجدان بنفس الدوائر الاجتماعية لسبب أو لآخر.

مع ذلك يوصي دي لا روزا بالحفاظ على الحد الأدنى من الاتصال. كما يقترح أيضاً تحديد أنواع المحادثات التي لا يناسبك إجراؤها مع الشريك السابق ورسم حدودك معه بشكل واضح.

كيف تقاومين إغراء إعادة إحياء التواصل
قد تكون مشاعرك تجاه حبيبك السابق قد تضاءلت -هناك سبب لانفصالك، بعد كل شيء- لكن هذا لا يعني أنه من السهل التوقف عن التواصل معه تماماً.

في الواقع، قد تشعرين بأن هناك فجوة في حياتك بعد الانفصال، ولا بد أنك ستشعرين بالإغراء للتغلب على هذا الحزن من خلال التواصل مرة أخرى.

لكن، إذا بقيت على اتصال مع حبيبك السابق على الرغم من انفصالكما فهذا سيؤدي إلى تفاقم مشاعرك السلبية بدلاً من معالجتها.

لهذا السبب، من المهم مقاومة إغراء الاتصال أو إرسال الرسائل النصية أو حتى التطفل عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها مقاومة هذه الرغبة:

– احتفظي بدفتر يوميات: عندما تشعرين بالرغبة في التواصل مع حبيبك السابق، ودوّني كل ما تفكرين به على دفتر يوميات بدلاً من إرسال رسالة نصية له. سيجعلك ذلك تأخذين بعض الوقت للتفكير فيما إذا كنت ترغبين بالفعل بإحياء التواصل معه أم لا.
– اقضي بعض الوقت مع الأصدقاء: تحدثي مع الأصدقاء المقربين والأحباء لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم توفير مساحة لك للتحدث عما تشعرين به عندما تشعرين بالرغبة في التواصل مع حبيبك السابق.
وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA)، يعد التواصل الاجتماعي طريقة أساسية لإدارة التوتر والعثور على السعادة، خاصة عند التعامل مع صعوبات الحياة.
– الغوص في الهوايات: مرحلة ما بعد الانفصال هي الوقت الأمثل لإعادة الاستثمار في نفسك. اكتشفي ما تحبينه، وابحثي عن شغف جديد، وتبني عادات صحية تزيد من ثقتك بنفسك.
– أبقي هاتفك بعيداً عن متناول اليد: نميل إلى التمرير دون تفكير عبر هواتفنا عندما نشعر بالملل، وهي وصفة للتواصل مع شخص سابق أو الدخول إلى حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك من المهم الاحتفاظ بهاتفك بعيداً عن متناول يدك أثناء نوبات الملل هذه.
إذا وقعت في الإغراء وتواصلت مع حبيبك السابق، فاعلمي أنها ليست نهاية العالم، وتستطيعين العودة من جديد دائماً إلى قاعدة “عدم الاتصال”.

هل من المقبول إعادة الاتصال لاحقاً؟
يختلف كل انفصال عن الآخر وبالتالي من الصعب للغاية وضع قاعدة عامة واحدة تنطبق على جميع علاقات، فليس هناك مقدار محدد من الوقت يجب أن يمر قبل التواصل مع شريك سابق مرة أخرى. وقد تدركين حتى أنه لا يوجد سبب لإعادة الاتصال على الإطلاق.

ومع ذلك، إذا كنت تبحثين عن إطار زمني، فإن الدكتور دي لا روزا يقول إن المدة تتراوح ما بين من ثلاثة إلى ستة أشهر. كما وجدت دراسة نشرت عام 2007 في مجلة علم النفس الإيجابي أن 155 مشاركاً بدأوا يشعرون بتحسن في فترة الثلاثة أشهر.

السؤال الجيد الذي يجب أن تطرحيه على نفسك هو: هل ما زلت أشعر بمشاعر تجاه الشريك السابق؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقد يكون من السابق لأوانه الاتصال به، ففي هذه الحالة غالباً ما تتطلعين إلى إعادة التواصل مع شريكك السابق إما بهدف العودة إليه أو بهدف الانتقام.

لكن في حال كانت الإجابة بالنفي، فحاولي الإجابة عن هذا السؤال: “إذا لم أعد أشعر بالارتباط به عاطفياً، فما هي الحاجة الأساسية لإعادة إنشاء هذا الاتصال مرة أخرى؟

وفي نهاية المطاف، كما سبق وذكرنا لا توجد قاعدة عامة تنطبق على الجميع، لكن إذا كنت في علاقة مسيئة أو سامة، فمن الضروري أن تقاومي إغراء العودة مجدداً وأن تتذكري أنك قمت بقطع العلاقة لسبب وجيه وإعادة إحيائها يعني هدراً للمزيد من وقتك وطاقتك على علاقة من الواضح أنها فاشلة من البداية.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى