اخبار ساخنة

هل حقاً يضبع الضبع البشر؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

لابد أن الكثيرين منا سمعوا يوماً ما، قصةً تقول إن شخصاً كان يمشي في البرية، وفجأة ظهر له ضبع أو ضبعةٌ، وقام أو قامت برشه ببولها، فتخدر وذهب عقله وبات يتبعها حتى وصل إلى وجارها، فارتطم رأسه بصخورٍ موجودة عند بوابة الكهف الذي يسكن به الضبع وعند خروج الدم من رأسه على إثر الارتطام، فاق من غيبوبته أو انضباعه، فهل فعلاً يستطيع الضبع أن يخدر البشر أو ما يطلق عليه شعبياً بأن يضبعهم؟

في البداية علينا أن نذكر أن الضبع من الحيوانات التي لها تاريخ حافل في تراث ومرويات منطقتنا، وهو من الحيوانات الأصيلة في باديتنا ومناطق الحياة البرية في بلادنا، وهو من الكائنات التي تمتلك أكثر من اسمٍ في لغتنا، وهذا مايدل على مراقبة الإنسان القديم له واهتمامه به وملاحظته إياه، ونسجه الكثير من الحكايا عنه.

لعل أغرب ما نسج من القصص حول الضبع، هو قدرته على “ضبع” البشر وذلك من خلال تبوله على ذيله ثم رش ذلك البول على وجه الإنسان، فتدخل تلك الضحية في حالة لا إرادية، من الخضوع والانقياد وراء الضبع، ثم تتبعه إلى وجاره حيث يتم أكله من قبل الضبع بكل سهولة.

في الحقيقة إن بول الضبع ومن خلال دراسات علمية مؤكدة، لا يحتوي على أي موادٍ تؤدي إلى تخدير البشر، وهو من الحيوانات القمامة التي تأكل من الفضلات وبقايا الكائنات الأكبر منها، والتي من النادر مهاجمتها للبشر، بل وقد أثبتت معظم البعثات العلمية المهتمة بالحياة البرية أن الضبع يتحاشى الاحتكاك بالبشر وذلك لخوفه من الإنسان.

ومن خلال متابعة سجل مهاجمة الضباع للإنسان، ستجد أنه قد يخلو من حالة واحدة حتى، فيما لو أردت أن تقارنه بسجل مهاجمة الكلاب الضالة والشاردة للبشر.

أخيراً، إن الضبع من الحيوانات المظلومة في تراثنا وقصصنا فهو من الكائنات التي تم تصويرها دائماً بصورة تعكس الغدر والخيانة والوحشية حتى قال فيه الشاعر “ومن يصنع المعروف في غير أهله، يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر”.

ومع ذلك لابد من القول إن الضبع من الحيوانات المهمة في تحقيق التوازن البيئي في كل حياة برية، وهو بلا شك كائن مفترس وخطير ولكن رواية أنه “يضبعنا” هي رواية أسطورية نرويها فيما بيننا حتى نمنع من نحبهم من التجول ليلاً في المناطق الريفية.

“الانضباع بين الأسطورة والحقيقة”

اقرأ المزيد: شراب السلاطين المفضّل.. “شربات عثماني” أشهر المشروبات التركية في رمضان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى