الاخبار

ما سبب تشكل ظاهرة التنين البحري في طرطوس أكثر من اللاذقية؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تترافق معظم المنخفضات الجوية ذات الفعالية العالية على الساحل السوري، خاصة في طرطوس بدرجة أكبر من اللاذقية، بظاهرة التنين البحري، مسببة أضرارًا كبيرة، يوضح الدكتور رياض قره فلاح، أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين، أن السبب وراء تكوّن التنانين البحرية في طرطوس أكثر من اللاذقية، على الرغم من تواجدهما على نفس الساحل، يعود إلى موقع طرطوس الجنوبي بالمقارنة مع اللاذقية، ومن المعروف مناخيًا أنه كلما اتجهنا جنوبًا، زادت شدة المنخفضات الجوية.

ووفقًا لقره فلاح، كلما زادت قوة المنخفضات الجوية، زادت عنفها، مما يعني تكوّن غيوم ركامية أقوى، تؤدي إلى حدوث برق ورعد بشكل أكثر قوة، وقال: إن البرق والرعد هما اللذان يؤديان إلى تكوين إعصار “تورنادو” الذي يُعرف محليًا بـ “التنين البحري”.

وأكد قره فلاح أن “تورنادو” يتفاوت في شدته، فقد يسبب دمارًا كاملاً أمامه، خاصة إذا كان يتكوّن في المناطق الصحراوية والمساحات الواسعة، وفي بعض الأحيان، يكون خفيفًا مثلما يحدث على سواحلنا.

وبالنسبة لكيفية تشكّل “تورنادو”، أوضح قره فلاح أن البرق عند حدوثه في السماء يخترق الهواء والغلاف الجوي في عملية تُسمى التفريغ الكهربائي، مما يؤدي إلى تكوين مساحة فارغة تتعبأ سريعًا بالهواء، وخلال ذلك يتشكّل دوامات تُعرف بـ “التنين”.

وأشار قره فلاح إلى أن التنين يتشكّل نتيجة للمنخفضات القوية والأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الرعدية المعروفة بـ “ركامية”، التي تؤدي إلى تكوين “تورنادو” نتيجة للبرق والرعد، وكلما كان المنخفض أقوى، كان التنين أكثر انتشارًا وتكرارًا، خاصة أنه يرتبط بالبرق والرعد وفقاً لموقع أثر برس المحلي.

وأكد قره فلاح أن التنانين تتشكّل أيضًا في اللاذقية ولكن بشكل أخف من طرطوس، وتسبب أضرارًا ولكنها لا تكون ظاهرة بشكل كبير بسبب انتشار المزارع المحمية على ساحل طرطوس.

وشرح قره فلاح أن تأخر الهطولات المطرية الغزيرة يعود إلى التغير المناخي، الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التبخر، وبالتالي زيادة التكثف وكميات الأمطار وغزارتها، وأضاف: ارتفاع درجات الحرارة جعل المنخفضات أكثر قوة وأطول في المدى وأكثر غزارة في الهطولات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى