الاخبار

سورية : التاريخ يعيد نفسه.. ولكن السيناريو مختلف!!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تاريخ يعيد نفسه، يأخذنا بعودة إلى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، لنستذكر تلك الفترة بجميع تفاصيلها.
داخليًا في سورية، كانت هناك حصار قاتل وعقوبات، وكانت المواد الأساسية شبه مفقودة من الأسواق، مع تدهور اقتصادي وفلول حركة الإخوان.
وفيما يتعلق بالأمور الدولية، شهدنا انهيار المعسكر الاشتراكي وتحول العالم إلى قوة واحدة، وذلك مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية واحتلال الجيش العراقي للكويت.
كانت الإدارة الحكيمة والدقيقة للزعيم المؤسس في تلك الفترة تحظى بإعجاب العدو والصديق على حد سواء.
نجح في مواجهة التحولات الدولية بمهارة، مما أدى إلى بدء مفاوضات السلام واستعادة الاستقرار في لبنان، وثورة تشريعية في مجال الاستثمار أسهمت في فتح الباب أمام الاقتصاد وتحقيق معدلات نمو عالية، وارتفاع معدلات الاستثمار وتوفير فرص عمل، مما أدى إلى استقبال استثمارات أجنبية ونمو الصادرات وزيادة عدد المصانع والمشاريع.
اليوم، بعد مرور أكثر من ثلاثة وثلاثين عامًا، نجد التاريخ يعيد نفسه، ولكن بسيناريو مختلف.
اقتصاديًا، نرى ضغوطًا مشابهة من الحصار والعقوبات، ولكن هذه المرة هناك اختلاف كبير.
في الثمانينات، كانت المواد الأساسية نادرة، ولكن اليوم هناك توفر للمواد، لكن حقول النفط والقمح تحت سيطرة القوات المدعومة من الولايات المتحدة.
ونتيجةً لغياب معظم الموارد الحكومية والظروف الاقتصادية الصعبة، تراجعت القوة الشرائية لليرة السورية بشكل كبير، وزاد التضخم بنسبة تزيد عن 90 %.
سياسيًا أيضًا هناك اختلاف جوهري، في عام 1990، شهدنا انهيار المعسكر الاشتراكي وسيطرة الغرب، ولم يكن هناك قوى ناشئة، بينما اليوم نشهد انحدارًا للمشروع الغربي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مما يشير إلى عودة توازن القوى وحالة توتر دولي كبيرة تهدد باندلاع حروب دموية في أنحاء العالم.
بدأ الرئيس الأسد منذ بداية الحرب بنسج تحالفات استراتيجية باعتبارها ضرورة للحفاظ على مصلحة سورية.
وقد أثبتت هذه التحالفات كفاءتها وفعاليتها في تلك الفترة الحرجة.
الصمت الروسي تجاه بعض الأعمال العدوانية الإسرائيلية له تفسيره، فلقد ساعدت روسيا سورية وسمحت لها بالعودة إلى الساحة الدولية.
تعتمد تحالفات الرئيس الأسد على مواقف ثابتة ومتينة، فقد ساعدتنا روسيا قبل تدخلها في سورية، وكان ذلك في مصلحتها.
إيران كانت معنا في أوقات الصعاب، ومع تحملها للعواقب السلبية لحصار الثمانينات.
مواقف هؤلاء الحلفاء في سورية تؤكد صوابية التحالفات والمواقف التي اتخذها القائد المؤسس.
اليوم، وتحت ظروف الحصار والعقوبات، وسيطرة قسد على حقول القمح وحقول النفط، اتخذ الرئيس الأسد خطوات استراتيجية لبناء شراكة مع الصين.
إيران وروسيا غير قادرتين حاليًا على توفير التوازن الاقتصادي بسبب الظروف الخاصة بهما.
الشراكة مع الصين تعني الاستفادة من فوائضها الاقتصادية الكبيرة واستثمارها في مشاريع ومجالات متعددة في سورية، مما سيساهم في تنشيط الاقتصاد وخفض معدلات البطالة ورفع مستوى المعيشة.
فيما يتعلق بالتسوية السياسية، يجب أن تتوافر الأسس الاقتصادية لتحقيقها. بدون هذه الأسس، من المستحيل تحقيق عودة اللاجئين وتحقيق الاستقرار السياسي.
ولذلك، يجب على العرب أن يأخذوا ذلك في الاعتبار وأن يتحركوا نحو دعم الجهود الاقتصادية قبل السياسية.
من هنا، نتوقع أن يكون موقف الرئيس الأسد هامًا جدًا في هذه المرحلة، تمامًا كما كان موقف القائد المؤسس في بداية التسعينات.
سورية تتجه نحو بناء شراكة اقتصادية قوية مع الصين، وهذا سيساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة ومنع اندلاع حروب دموية.
المشهد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى