اقتصاد

هل يودع السوريون “المكدوس” أيضاً؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يتصدر “المكدوس” مشهد مونة الشتاء، التي اعتاد السوريون تحضيرها، خلال شهر آب من كل عام، باعتباره الوجبة المحببة للكثيرين.
وجرت العادة سابقاً أن تتوجه ربات البيوت إلى الأسواق في هذه الأوقات، مع انخفاض أسعار مكونات “المكدوس” من الباذنجان والفليفلة والثوم، إلا أن ذلك بات من الماضي مع موجة الغلاء الفاحش التي أصابت كل ما في الأسواق السورية. ويبدو أن “المكدوس” سينضم بدوره إلى قائمة الرفاهيات، الواجب على المواطن، الاستغناء عنها قسرياً، مع ضعف قوته الشرائية، إلى حدود تزداد تراجعاً بشكل مستمر.
تختلف أسعار المكونات الداخلة في تركيب “المكدوس”، بين سوق وآخر، ويعد الزيت أكثر المكونات ارتفاعاً مع وصول سعر عبوة سعة لتر واحد إلى 25 ألف ليرة، وكيلو الباذنجان إلى 3000 ليرة، أما كيلو الفليفلة أكثر من 4000 ليرة، والثوم بما يقارب 20 ألف، في حين استغنى الكثيرون عن الجوز بعد وصول سعر الكيلو إلى 100 ألف ليرة.
وقالت إحدى السيدات إن تكلفة تحضير 50 كيلو من “المكدوس” بلغت مليون ليرة سورية، حيث أن تكلفة “المكدوسة” الواحدة، بلغت نحو 1500 ليرة وسطياً، قد تزيد أو تنقص بحسب جودة المكونات، دون أن ننسى ما يتم استهلاكه من الغاز طبعاً. وتابعت السيدة أن “كل كيلو مكدوس، يكلف نحو 25 ألف، بعد جمع تكلفة المواد الداخلة فيه، وبالتالي كل 50 كيلو تحتاج إلى 5 رواتب كاملة لتحضيرها، وهو ما دفعنا لاقتراض المال كون “المكدوس” من الأطعمة المحببة لنا ولا مهرب من تجهيزها”.
بدوره أشار محمود (موظف) إلى أنه تقاسم تكاليف تحضير “المكدوس”، مع إخوته، لأن الحال المادي صعب، وبالتالي احتاج الأمر تنسيق “جمعية”، مع العلم أنه تم شراء المكونات الأرخص لتوفير ما يمكن من المال.
أما أحد البائعين في سوق الهال، فقد بيّن أن شراء المكونين الأساسيين (الباذنجان والفليفلة) ضعيف جداً مقارنة بالأعوام السابقة، حتى من قبل باعة المفرق، لانعدام الطلب ولجوء الأهالي إلى الشراء بكميات قليلة وليس “بالشنتة” كما جرت العادة.
فهل بات “المكدوس” المعروف أنه “أكلة الفقير”، حكراً على الميسورين مادياً فقط، بعد أن باتت معظم الأصناف الغذائية صعبة المنال؟!.
كليك نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى