الاخبار

جدران أنقرة العازلة تتمدد في عفرين شمالي حلب

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أفادت مصادر إعلامية من ريف حلب الشمالي، بأن القوات التركية بدأت خلال الأيام القليلة الماضية، بناء جدارٍ إسمنتي عازلاً في محيط قريتي “براد” و”كيمار” الأثريتين بريف منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة أنقرة وفصائلها شمال غرب حلب.
وبحسب ما نقلته المصادر، فإن القوات التركية أرسلت جرافات وآليات حفر وشاحنات تحمل كتلاً إسمنتية ضخمة، تستخدمها تركيا في بناء الجدران العازلة على الحدود، إلى محيط قرية “كيمار”، تزامناً مع مصادرة مساحات من الأراضي العائدة ملكيتها لأهالٍ هجرهم الاحتلال التركي لعفرين في وقت سابق.
وبعيد وصول الآليات، بدأت القوات التركية برصف الكتل الإسمنتية الواصلة قرب قرية “كيمار” باتجاه قرية “براد” القريبة منها، وأنجزت جداراً يزيد طوله عن /3/ كيلومترات بارتفاع يبلغ /5/ أمتار بين البلدتين، وسط استمرار عملية البناء في الوقت الراهن، في خطوة توقعت المصادر أن يصل طول الجدار الإجمالي على إثرها إلى ما يزيد عن /10/ كيلومترات.
الجدار الجديد يهدف إلى حماية القواعد العسكرية التركية المتمركزة في القريتين ومحيطهما، إلا أن الأهالي استنكروا تلك الخطوة مؤكدين أنها تهدف إلى تقطيع أوصال منطقتهم، وعزل القريتين الأثريتين عن العالم الخارجي بعد إفراغهما من السكان، ما يفسح المجال أمام القوات التركية وتجار الآثار الأتراك للتنقيب بشكل أوسع عن الآثار والأوابد التاريخية الهامة التي تشتهر بها القريتان، وحتى لو اضطرهم الأمر إلى تدمير بيوت السكان وتسويتها بالأرض.
ولا يعتبر الجدار الجديد الأول من نوعه الذي تشيّده القوات التركية في ريف حلب الشمالي، حيث كان سبق لأنقرة بناء عدة جدرانٍ عازلة ضمن منطقة عفرين لعزل القرى عن بعضها بعضاً وإجبار المدنيين على التنقل حصراً عبر حواجز مسلحيها المنتشرة على الطرقات، إضافة إلى قيامها في وقت سابق ببناء جدرانٍ عازلة في محيط مدينة أعزاز وخاصة قرب خطوط التماس من الجهة الجنوبية للمدينة، لعزل المدينة عن مناطق الدولة السورية من جهة، ووقف الهجمات البرية التي تنفذها مجموعات “قوات تحرير عفرين” نحو قواعدها العسكرية من جهة ثانية.
وأشارت المصادر، إلى أن الهدف من بناء الجدار الجديد، يندرج أيضاً ضمن إطار سياسات تقسيم عفرين وتقطيع أوصالها، لتسهيل عمليات التغيير الجغرافي والديموغرافي التي ما تزال تركيا تعمل على تنفيذها منذ سيطرتها على المنطقة منذ أكثر من 5 سنوات.
وتنتهج أنقرة منذ سيطرتها على معظم مناطق شمال حلب الرئيسية، سياسة بناء الجدران العازلة وخاصة قرب خطوط التماس سواء مع الجيش السوري في الغرب، أو مع فصيل “قوات سوريا الديمقراطية” في الشرق، بهدف منع أي هجمات عسكرية تستهدف مناطق نفوذها، بالتوازي مع عمليات بناء تلك الجدران على الشريط الحدودي مع سورية، وضمن مناطق سيطرتها لتقسيمها وتغيير معالمها و”ديموغرافيتها” السكانية.
أثر برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى