الاخبار

هل يطمح بريغوجين لخلافة بوتين؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أيوب نصر
لم يكن أحد يتوقع تلك الخرجات والتصريحات التي صدرت عن رئيس مجموعة فاغنر ومؤسسها ييفغيني بريغوجين، خاصة في هذا الظرف الذي تعيش فيه روسيا مرحلة حرجة يتوقف عليه وجودها واستمرارها.
وقد ذهب المحللون والمتعابعون والمهتمون بالشأن الروسي والأزمة الأوكرانية، مذاهب شتى في محاولت الكشف عن الدوافع الخفية التي لأجلها خرج بريغوجين بتلكم التصريحات، تعود في مجملها إلى ثلاثة آراء.
فأما أولها: أن تلك التصريحات لا تزيد عن كونها مناورة روسية متفق عليها بين بريغوجين والدولة الروسية، وذلك لغاية في أنفسهم يريدون قضاءها.
وأما الثاني: فيرجع تصريحاته إلى تصفية حسابات بين بريغوجين وبعض الأشخاص في وزارة الدفاع.
وأما الرأي الثالث: فيقول بأن بريغوجين يبحث عن مكان لأجل القيام بدور سياسي في القادم من الأيام.
والذي أميل إليه هو الرأي الثالث، أي أن الرجل يبحث عن لعب دور سياسي في الأيام القادمة، ويزيد من ميولي لهذا الرأي عدة أسباب، أهمها أن تلك التصريحات كانت موجهة للشعب الروسي، مخاطبة فيه العاطفة، وكانت تنطوي على شعبوية خفية، ولكن تلك الشعبوية الخفية لم تلبت أن ظهرت بشكل بين واضح لا يخفى ولا يشتبه، وذلك في أحد خرجاته الأخيرة، والتي قال فيها “أن النخبة تحمي أبناءها من المشاركة في الحرب، بينما يهلك أبناء عموم الشعب على الجبهة”، وقال: “أنه أذا استمر المواطنون العاديون في استلام جثامين أبنائهم بينما بينما يستمتع أبناء النخبة بأشعة الشمس في رحلات خارجية، فإن روسيا ستواجه اضطرابات على غرار ثورة 1917 التي أشعلت حربا أهلية”.
وكلامه هذا كما أشرت سابقا يحمل في طياته نفحة شعبوية، يريد أن يكسب بها مكانة عند الشعب الروسي، بمحاولته الظهور بمظهر الزعيم الشعبي الذي يدافع عن أبناء عموم الشعب الروسي، كما أن هذا الكلام في بعض جوانبه ينطوي على رسالة موجه للدولة الروسية يقدم فيها نفسه على أنه رجل المرحلة القادمة القادر على التنبؤ بالمخاطر المحيطة بالدولة الروسية والتي تهدد أمنها وسلامتها.
أظن أن بريغوجين يحاول استغلال ما يثار مؤخرا من أن روسيا قد تتفكك بعد بوتين، لكونها تفتقد ذلك الزعيم الوطني القوي الذي يمكن أن يحل محل بوتين حين وفاته، ليروج لصورة أنه ذلك الزعيم الوطني الصلب الذي يمكنه قيادة روسيا بعد بوتين والحفاظ على أمنها وسلامتها والإبقاء عليها متحدة.
كاتب وباحث مغربي
رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى