الاخبار

بعد كارثة الزلزال.. خطر الكوليرا يهدد السكان في شمال غرب سوريا

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تم إيواء كثير من متضرري الزلزال في شمال غرب سوريا بمخيمات مكتظة ما يزيد من خطر انتشار الأمراض بينهم في ظل ظروف صحية سيئة

الحروب والكوارث الطبيعية مثل البراكين والفيضانات والزلازل، لا تخلف الدمار والخراب فقط، بل تسبب أزمات صحية وانتشار أمراض وأوبئة أيضا، وهذا ما يحصل الآن في سوريا بعد الزلزال الذي ضرب البلاد وخلف الدمار والخراب وأدى إلى تضرر المرافق الصحية و لاسيما في شمال غربي سوريا، الخاضعة لفصائل مسلحة معارضة مدعومة من تركيا وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة التي كانت مرتبطة بالقاعدة سابقا).

حيث أفادت منظمة الخوذ البيضاء يوم الثلاثاء (28 شباط/ فبراير) بوفاة شخصين بسبب الكوليرا بمنطقة شمال غرب سوريا عقب الزلزال الذي ألحق أضرارا بالغة بالبنية التحتية للصحة والمياه مما أثار المخاوف من ارتفاع عدد الإصابات بالكوليرا.

وقالت منظمة الخوذ البيضاء إن العدد الإجمالي المسجل للوفيات جراء الكوليرافي شمال غربي البلاد منذ تفشي الوباء العام الماضي ارتفع إلى 22 حالة وفاة مع تسجيل 568 حالة حياتهم غير مهددة.

وأحد هؤلاء المصابين محمد أبو إبراهيم من سكان منطقة الأتارب في محافظة إدلب، الذي صرح لـ DW عربية بأنه نجا بأعجوبة من الزلزال حيث تم انتشاله من تحت الأنقاض وقال “تم نقلي إلى مركز لإيواء متضرري الزلزال، وهناك أصبت بالإسهال فتم نقلي إلى مركز معالجة مصابي الكوليرا وتبين أنني مصاب، حيث تمت معالجتي” وأضاف بأن وضعه جيد الآن ويتماثل للشفاء. كما أشار إلى أن الوضع في مركز الإيواء “سيء” وخاصة ما يتعلق بشبكة الصرف الصحي.

كما كتبت منظمة الخوذ البيضاء في تغريدة “زاد دمار البنية التحتية وخطوط المياه والصرف بعد الزلزال من احتمال تفشي الوباء”.

ومع الزلزال المدمر واحتمال تفشي أمراض في شمال غرب سوريا، زادت منظمة الصحة العالمية إمداداتهامن المضادات الحيوية ومسكنات الآلام وإمدادات علاج الصدمات وأدوية الأمراض غير المعدية إلى سوريا، مع التركيز بشكل رئيسي على المنطقة في شمال غرب البلاد، حسب مسؤوليي المنظمة الدولية.

كما قال المسؤولون إنهم يعملون لضمان توفير المياه والصرف الصحي بشكل أفضل في شمال غرب سوريا، مع 1,7 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي يخططون لتوفيرها للمجموعات الأكثر ضعفا خلال الأسبوع الأول من شهر مارس/ آذار الجاري.

نقص المياه النظيفة والمرافق الصحية

وتحذر السلطات الصحية المحلية في شمال غرب سوريا من انتشار الوباء بوتيرة أسرع خلال الفترة القادمة مع اقتراب موسم الصيف، وقد بدأت الزيادة من الآن عقب الزلزال، حسب ما صرح به مدير الصحة في إدلب زهير القراط، وذلك “بسبب مراكز الإيواء والمخيمات التي لم يتم تأمين بنية تحتية صحية حقيقية لها خاصة ما يتعلق بالصرف الصحي ومياه الشرب”.

ولهذا يمكن أن يزداد عدد الإصابات بشكل كبير في وقت قصير، يقول القراط لـ DW عربية ويضيف “لم نبدأ بحملة التلقيح بعد بسبب تأخر وصول اللوجستيات (الشحنات) وإن بدأت فإن كمية مليون و702 ألف جرعة غير كافية لتلقيح كل سكان شمال غرب سوريا. ولذلك نحن بحاجة للإسراع والقيام بحملة التلقيح في أقرب وقت ممكن”.

وفي هذا السياق أيضا قالت الطبيبة بارنيان بارفانتا، نائبة رئيس فرع منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا “في ظل نقص المياه النظيفة والمرافق الصحية، فإن انتشار الكوليرا من جديد على سبيل المثال أمر ممكن. كما شهدنا ذلك من قبل في المنطقة”.

اقرأ أيضا: أنقرة تصرح: “نفكّر بفتح معبر كسب مع سوريا”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى