اقتصاد

مثلثات المسؤولية

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يقول الخبر بأن رئيس مجلس الوزراء أكد على كل من نقابة المهندسين ونقابة المقاولين والمجالس المحلية لضبط عملية البناء والإنشاء والتشدد بالدراسات والتنفيذ بما يضمن السلامة الإنشائية للأبنية في مواجهة أي كوارث طبيعية وتأمين أكبر قدر من الحماية للقاطنين، واصفاً هذه الجهات بأنها مثلث المسؤولية مشدداً على أهمية تكامل أدوار هذه الجهات الثلاث.

وفي واقع الحال السوري فإننا بحاجة للعديد من مثلثات المسؤولية للنهوض بأحوالنا ومعيشتنا واقتصادنا والأهم لبناء البلد من جديد وبأسس متينة بعد أن تكسرت أساساتنا إن كان نتيجة الحرب أو الحصار والعقوبات أو حتى الفساد ومؤخراً الزلزال التي هزنا من جذورنا، فتعرينا أمام حقيقة كم تحتاج سورية للعمل بالضمير الحيّ قبل أي شيء أخر.

ودون التبحّر في التفاصيل الدقيقة لما هو مطلوب فإن أول وأهم وأخطر مثلث مسؤولية يجب البدء بتدعيمه وتعزيزه هو مثلث التعليم والتربية وأركانه وزارة التربية والمعلم والطالب. فكلنا يعلم حجم التردي الذي وصل إليه حال التعليم في بلدنا.وما أهمية وتأثير هذا المثلث على مستقبل البلاد.

ثاني مثلثات المسؤولية الواجب منحه الاستقلالية التامة هو مثلث القضاء وأضلاعه تشمل القضاة والمحامين والجهات الأمنية الشرطية. ولن تأمن العباد على أنفسها إلا برؤية نصرة المظلوم على الظالم من هذه الأضلاع الثلاثة.

ثالث مثلثات المسؤولية المطلوب فيه الشفافية والنزاهة والدقة هو مثلث الضريبة ويبدأ من السلطة التشريعية المالية مروراً بالجهات المنفذة الضريبية ليصل إلى التجار. وكم من الملفات الضريبية الشائكة التي فتحت ولم تغلق أو لم تفتح لإمكانية التحايل عليها. وكم من أموال دخلت على خزينة الدولة، وكم من أموال جنيت من مطارح ضريبية خاطئة. وهذا الملف ذو تأثير عميق وطويل الأمد على تردي أو تحسن الوضع المعيشي الاقتصادي.

رابع مثلثات المسؤولية الحساس والذي يمس حياة المواطن مباشرةً هو مثلث الصحة والقائم على وزارة الصحة ونقابتي الأطباء والصيادلة. وللأسف بالرغم من النجاحات التي تحققت في قطاع الصحة. إلا أن الأخطاء الطبية ما تزال قاتلة وتأمين الدواء مشكلة وإن توفر فالسعر المرتفع مشكلة أكبر وقس على ذلك.

خامس مثلث مسؤولية ذو تأثير لا يقل أهمية عما سبقه فهو مثلث الإعلام، وأقطابه الجهات الوصائية الإعلامية (وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين) من جهة والمؤسسات الإعلامية في القطاعين العام والخاص من جهة ثانية. وأضعف عناصره هو الصحفي نفسه كجهة ثالثة، وللأسف فإن القطبين الأول والثاني يثقلون كاهل العنصر الأضعف بالوصاية والرقابة والمحاسبة. فيما يتقشفون عليه بالحصانة والدعم المادي ومع ذلك فهو مطالب بالمهنية والمصداقية.

سادس مثلثات المسؤولية وأصعبها هو مثلث الأسواق والأسعار وضمنه تنطوي عدة جهات مسؤولة عن القرار فيه، فمن جانب هناك الجهات الحكومية المعنية بالتسعير وتأمين وصول السلع إلى الأسواق ومتمثلة بوزارات (التجارة الداخلية والاقتصاد والصناعة والزراعة وغيرها). ومن جانب أخر هناك الأسواق المحكومة بالتجار والصناعيين والحرفيين. والجانب الأخير في هذا المثلث هو المرهق مالياً والمتقشف معيشياً والمتردي وظيفياً ألا وهو المواطن.

وإن أردنا لوضعنا العديد من الأضلاع والرؤوس لمثلثات مسؤولية أخرى هامة وأساسية في مجتمعنا. ولكن يبقى المهم والأهم في تكوين هذه المثلثات هو العنصر البشري والقائم على إدارة هذه المثلثات. ولذلك يكون السؤال الأصعب هل نمتلك القناعة والرغبة بتحمل المسؤولية قبل كل شيء؟!

علي محمود سليمان

اقرأ أيضا: تاجر: سعر الصرف يرفع الأسعار ويجب إلغاء المنصة واستثمار تجميد العقوبات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى