بينها سورية.. خبير طاقة ذرية يدعو دول المتوسط لإطلاق التحذيرات.. مخاطر الأعاصير تتزايد!
أثار الإعصار الذي اجتاح فلوريدا مؤخراً، والذي يُعد الأقوى في المنطقة منذ 100 عام، وفقاً لوكالات أنباء عالمية، مخاوف متزايدة بشأن تزايد الأعاصير عالمياً، خاصة في المحيط الأطلسي والبحار المتصلة به، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا السياق، أوضح د. قاهر أبو الجدايل، أستاذ الطاقة الذرية والفيزياء النووية وباحث في القوى الكونية الأربع، في تصريح لـ “أثر”، أن ارتفاع درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط إلى نحو 28 درجة مئوية مع تدفق المنخفضات القطبية الباردة سيتسبب في تصادم قوي مع التيارات الحارة القادمة من إفريقيا، مما يزيد من احتمالية حدوث عواصف وأعاصير في المنطقة.
هذا، بدوره، قد يؤدي إلى هطولات مطرية غزيرة وفيضانات تؤثر على دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بما فيها سورية، خلال فصل الشتاء القادم.
ورغم أن أعاصير المحيطات تُعد أقوى من تلك التي تحدث في البحار، إلا أن د. أبو الجدايل أشار إلى أن الخطر لا يعتمد فقط على قوة الإعصار، بل على عدة عوامل أخرى.
تغير المناخ وتفاقم الظواهر الجوية
وأضاف أبو الجدايل أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى تطرف مناخي متزايد يختلف من منطقة إلى أخرى.
وشهدت المنطقة مؤخراً إعصارين من الدرجة الرابعة والخامسة في خليج المكسيك والمحيط الأطلسي، مما يُعد دليلاً واضحاً على تأثير التغير المناخي المتسارع.
وأكد أن التطرف المناخي أصبح حقيقة مستمرة، مما يستدعي من الحكومات في دول المتوسط اتخاذ خطوات جادة لإصدار تحذيرات وإجراءات سلامة للتعامل مع هذه الظواهر.
مواجهة المخاطر المناخية في البحر المتوسط
من وجهة نظره، يرى د. أبو الجدايل أن على دول حوض البحر المتوسط، ومنها سورية، أن تستعد لمواجهة هذا التطرف المناخي من خلال عدة إجراءات، من بينها فحص السدود والمجاري المائية التي تقع على مسارات مأهولة أو قرب منشآت صناعية، وكذلك تفقد الطرق الجبلية التي قد تكون عرضة للانهيارات الأرضية والصخرية نتيجة الأمطار الكثيفة.
كما دعا إلى دعم المزارعين في استبدال البيوت البلاستيكية المستخدمة في الزراعة بالبيوت الزجاجية الأكثر قدرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة، وأهمية تشكيل لجان توعية لتوجيه المزارعين حول طرق الزراعة المثلى في ظل التغيرات المناخية.
التحول نحو الطاقة البديلة
في حديثه عن مستقبل الطاقة، شدد د. أبو الجدايل على أن استهلاك الوقود الأحفوري بشكل كبير يعزز من أزمة الاحتباس الحراري، مشيراً إلى ضرورة التحول إلى الطاقة الذرية الانشطارية كحل مؤقت، إلى جانب تطوير الطاقة النووية الاندماجية والطاقة المتجددة كمصادر أساسية في المستقبل.
خسائر الأعاصير في الولايات المتحدة
وتجدر الإشارة إلى أن الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين خلفت خسائر تُقدر بنحو 100 مليار دولار، بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة في البنية التحتية والخسائر البشرية، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية.
أثر برس