اقتصاد

سورية : قرض السلع المعمرة بفائدة مرتفعة وبدون جدوى لأصحاب الدخل المحدود

أعلن مصرف التوفير بالتعاون مع الشركة العامة للصناعات المعدنية “بردى” عن طرح قرض لشراء السلع المعمرة، يستهدف بشكل خاص أصحاب الدخل المحدود من المدنيين، العسكريين، والمتقاعدين.
ورغم أن سقف القرض يصل إلى 20 مليون ليرة سورية، إلا أن نسبة الفائدة العالية، البالغة 13% سنوياً، وشروط السداد التي تقضي بألّا يتجاوز القسط الشهري 40% من الراتب، تجعل هذا القرض صعب المنال بالنسبة للكثيرين.
ويُسدد القرض على مدى خمس سنوات وفق الشروط المحددة لقروض ذوي الدخل المحدود.
في الواقع، يبدو أن الهدف الرئيسي من هذا القرض هو تمويل شراء منتجات “بردى” المعمرة، حيث يموّل المصرف عملية البيع بالتقسيط مع إضافة الفائدة.
لكن الشريحة المستهدفة، التي يُفترض أنها من ذوي الدخل المحدود، ستجد نفسها أمام أقساط مرتفعة وهوامش ربح تزيد من العبء المالي عليها.
على سبيل المثال، الفائدة السنوية على القرض تُترجم إلى حوالي 7 ملايين ليرة إضافية على مبلغ القرض البالغ 20 مليون ليرة، ليصبح إجمالي الدين المستحق 27 مليون ليرة يتم تقسيطه على 60 شهراً، مما يعني قسطاً شهرياً يصل إلى 455 ألف ليرة.
وهذا يعني أن من يرغب في الاستفادة من سقف القرض يجب أن يكون راتبه الشهري يفوق مليون ليرة، وهو أمر غير واقعي بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود.
فإذا كان متوسط راتب العاملين من ذوي الدخل المحدود لا يتجاوز 400 ألف ليرة، فإن سقف القرض المتاح لهم بالكاد يصل إلى 5.5 ملايين ليرة، مما يجعلهم غير قادرين على شراء سوى سلعة أو اثنتين من منتجات “بردى”.
حتى المتقاعدين، بأجورهم التي تبلغ نحو 300 ألف ليرة شهرياً، لا يمكنهم سوى شراء منتجات بسيطة مثل خلاط أو مدفأة.
المشكلة الرئيسية هنا ليست في شروط القرض بحد ذاتها، بل في الأجور المنخفضة لأصحاب الدخل المحدود، التي لا تسمح لهم بتحمل الأقساط الشهرية، سواء كانت الفائدة مرتفعة أو منخفضة.
B2B

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى