سوريا: انتشار واسع للغش في مختلف الأسواق

في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع مستوى المعيشة، يلجأ العديد من الناس للبحث عن أرخص السلع، مما يجعلهم عرضة للغش والتلاعب في الأسواق.
فقد أصبح الكثيرون يقبلون بمنتجات ذات جودة منخفضة دون التفكير في المخاطر الصحية، مما يوفر للتجار فرصة لتحقيق أرباح ضخمة من وراء هذا التلاعب.
تكشف جولة بسيطة في الأسواق عن مدى التلاعب في جودة وكميات المنتجات. على سبيل المثال، نجد أن عبوات المنظفات التي كانت ممتلئة باتت الآن نصف ممتلئة وبجودة متدنية.
الألبان، التي تُعدّ من أكثر المنتجات تضرراً، غالباً ما تكون مخلوطة بالماء والنشاء، مع إضافة بعض المنكهات لتغطية عمليات الغش.
وفي سوق اللحوم بمنطقة باب سريجة، يتم عرض لحوم غير صالحة للاستهلاك البشري، والتي يتم تنظيفها بمواد كيميائية لإزالة الروائح الكريهة ثم بيعها على أنها لحوم طازجة.
كما أن هناك عمليات غش أخرى تشمل تعبئة مياه الآبار في عبوات المياه المعدنية، وتخفيض كمية الغاز في الأسطوانات أو حتى تعبئتها بالماء، بالإضافة إلى بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية.
في مواجهة هذه المشكلة، دعت مديريات حماية المستهلك المواطنين إلى التحقق من جودة المنتجات الرخيصة والإبلاغ عن أي مخالفات.
تم إغلاق عدد كبير من المحلات المخالفة، لكن الجهود المبذولة لم تكن كافية لمواكبة حجم المشكلة. لذا، فإن التعاون مع المواطنين لتقديم الشكاوى عبر الأرقام الساخنة يعدّ ضرورياً لضبط المخالفات وتعزيز الرقابة.
وفقاً للدكتورة هدى الناشد، خبيرة في علم الاجتماع، فإن الغش يعكس ضعفاً في التربية الأسرية وتطور الضمير، وهو سلوك خطير يمكن أن يدمر المجتمع.
إذا لم يتم ضبط هذه الظاهرة، فإن انتشارها قد يؤدي إلى تفشي أمراض اجتماعية خطيرة مثل الكذب والسرقة، ويصبح الغش سبباً رئيسياً في تدمير المجتمع.
البعث