اقتصاد

هل تحويل الدعم خطوة إيجابية أم سلبية؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

دعت الحكومة السورية أصحاب البطاقات “الذكية” إلى فتح حسابات مصرفية خلال ثلاثة أشهر، في إطار خطة لتحويل مبالغ الدعم إلى هذه الحسابات.
هذا يأتي في سياق إعادة هيكلة الدعم باتجاه تقديم دعم نقدي تدريجي ومدروس.
وفي تعليق على هذا التطور، أشارت لمياء عاصي، وزيرة الاقتصاد السابقة، في تصريح لـ”كيو بزنس”، إلى أن تحويل الدعم من عيني إلى نقدي يمكن أن يساعد في الحد من الهدر والفساد والتربح غير المشروع، بالإضافة إلى تحسين القدرة على مراقبة المستفيدين من الدعم.
لكنها نبهت إلى أن عملية الدعم النقدي قد تكون عرضة للفساد إذا لم تعتمد على آليات محكمة وقواعد بيانات دقيقة تُحدَّث باستمرار.
وأضافت عاصي أن طلب الحكومة لفتح الحسابات المصرفية يُعَد خطوة أولى نحو تحويل الدعم العيني إلى نقدي، تمهيداً لرفع الدعم عن المشتقات النفطية والغاز المنزلي والخبز وغيرها من السلع المدعومة تدريجياً.
وأشارت إلى أهمية التنفيذ التدريجي لتجنب الأخطاء الكبيرة، مع ضرورة تقييم التجربة وتوسيعها تدريجياً لضمان الأمان، خاصة مع الاعتماد على البنوك التي قد تواجه تحديات لوجستية بسبب البنية التحتية غير المثالية وزيادة الطلب على الخدمات المصرفية.
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير الاقتصادي عمار يوسف، في تصريح لـ”كيو بزنس”، أن هذا الإجراء يعكس “سياسة التجريب” التي انتهجتها الحكومة وأدت إلى تدهور الاقتصاد.
وأوضح أن النظام المصرفي الحالي غير قادر على استيعاب العدد الكبير من الحسابات المطلوبة، مشيراً إلى وجود ما بين 3 إلى 4 ملايين بطاقة “ذكية”، مما قد يؤدي إلى ضغط كبير على النظام المصرفي وفوضى محتملة.
وأضاف يوسف أن خيار تحويل الدعم من عيني إلى نقدي كان متاحاً منذ البداية، وأن الحكومة تأخرت في اتخاذ هذه الخطوة لسنوات.
وتساءل عن حجم الدعم النقدي والفئات المستهدفة وآلية التوزيع، وهل ستتناسب المبالغ المدفوعة مع معدلات التضخم الحالية؟
واختتم يوسف بالقول إن التجارب السابقة أثبتت أن قرارات الحكومة لم تكن في مصلحة المواطنين، معرباً عن شكوكه بشأن ما إذا كانت هذه الخطوة ستحقق فائدة حقيقية أم أنها مجرد تجربة أخرى ضمن سلسلة التجارب التي أدت إلى تدهور الاقتصاد.
كيو ستريت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى