اخبار سريعة

سوريا: المشافي تنزف كوادرها!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

مع استمرار هجرة الأطباء من مختلف التخصصات إلى دول أوروبية وإفريقية وعربية، نظمت وزارة الصحة قبل يومين لقاءً حوارياً تم فيه تقديم عدة مقترحات وحلول لمحاولة وقف هذا النزيف الكبير.

وفي تعليقاتهم على اللقاء، عبر بعض الأطباء عن قلقهم من خطورة هجرة الكوادر الطبية المتميزة، مشددين على أن هذه المقترحات تحتاج إلى إرادة قوية وإدارة ناجحة أو فريق عمل يتمتع بالصلاحيات الكاملة لتطبيق الحلول وفقاً لصحيفة البعث.

وأكدوا أن بدون هذه الإجراءات، ستبقى الندوات والحوارات بلا جدوى.

أسباب الهجرة

الملفت في هجرة الأطباء هو أن الخريجين الجدد من الكليات الطبية هم الأكثر رغبة في الهجرة، حيث يسعون بشتى الطرق للحصول على تذكرة سفر، وقد أصبحت الوظائف في المستشفيات الحكومية أقل اهتماماً لهم.

وأوضح البعض أن الرواتب المتدنية والتعويضات الهزيلة لا تعكس الجهد المبذول في المستشفيات، بالإضافة إلى سوء المعاملة الإدارية.

كما يعاني الأطباء من ضغط العمل الناتج عن نقص الكوادر الطبية، وغياب الإدارة الفاعلة لنظم المعلومات الصحية، وضعف التجهيزات الطبية وقطع الصيانة، وفقاً لمداخلات الحضور أثناء الحوار.

على سبيل المثال، الأطباء المقيمون في مشفى ابن النفيس يتحملون عبء العمل نظراً لعدم وجود أطباء مختصين بعدما هاجر أغلبهم، وهم يرون الأفق مسدوداً أمامهم فيما يتعلق بتحسين الرواتب والحوافز وتأمين السكن المناسب.

وتتشابه حالة الأطباء المقيمين والعاملين في باقي المستشفيات في ظل غياب نظم التحفيز المادي والمتابعة العادلة.

قصص الهجرة

وتتداول قصة طبيب متخصص في التجميل من كبرى الجامعات الروسية حاول الحصول على عقد عمل في أحد المستشفيات الحكومية، لكن تم وضعه في قسم الإسعاف بسبب عدم رغبة رئيس القسم المختص في توظيفه، مما دفعه إلى حزم حقائبه والهجرة إلى إحدى الدول العربية لممارسة تخصصه.

ووفقاً لأحد أعضاء نقابة أطباء دمشق، هناك حوالي 10 طلبات يومياً من أطباء قدامى وجدد يرغبون في السفر، خاصة إلى ألمانيا التي يوجد فيها أكثر من 6000 طبيب سوري، وهناك من يقدر العدد بحوالي 7000 طبيب.

وفي ظل عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد الأطباء السوريين المهاجرين، يُقدّر عددهم بأكثر من 20 ألف طبيب، وهو رقم يتزايد مع غياب الحلول.

هجرة أطباء التخدير

ومن بين أكثر الهجرات خطورة هي هجرة أطباء التخدير، الذين يُعتبرون كعملة نادرة بسبب قلة عددهم وكبر أعمارهم. وعلى الرغم من تحسين الحكومة لرواتب وحوافز أطباء التخدير بحدود 300 ألف ليرة شهرياً، إلا أن ما يتقاضاه طبيب التخدير خارج سوريا في شهر واحد يفوق مرتبه السنوي في سوريا.

ويُقدر عدد أطباء التخدير في سوريا بـ 500 طبيب فقط، بينما الحاجة الفعلية تتجاوز 1500 طبيب.

الاعتراف بالمشكلة

خلال اللقاء الحواري، أقر الحاضرون بأن العامل الاقتصادي هو السبب الرئيسي لهجرة الأطباء، بما يشمل التضخم وانخفاض الرواتب ونقص الحوافز وارتفاع تكاليف المعيشة.

كما أشاروا إلى عوامل إدارية تتعلق بالتوظيف وتوزيع الكوادر بشكل غير عادل.

واعترف نقيب الأطباء، الدكتور غسان فندي، بأن هجرة العقول والكفاءات الطبية مشكلة مزمنة في سوريا، مشيراً إلى أسباب مثل الحروب والبطالة وقلة فرص التقدم الوظيفي وندرة مجالات البحث العلمي.

ودعا رئيس نقابات العمال، جمال القادري، إلى إيجاد حلول خلاقة للحفاظ على الكوادر والخبرات الطبية المتبقية.

الحاجة إلى حلول جذرية

أكد الأطباء خلال الحوار أن إيجاد موارد مالية لتأمين التحفيز المادي للكوادر الصحية كان يجب أن يتم منذ بداية أزمة هجرة الأطباء، وليس بعد تفاقم المشكلة. واعتبروا أن الاجتماعات والندوات الحالية قد تكون متأخرة، وأنه لا بد من اتخاذ إجراءات سريعة وجذرية مثل تقديم رواتب مميزة وحوافز مجزية للأطباء، وتحسين بيئة العمل الإدارية.

وفي الختام، شدد الأطباء على ضرورة تحسين الرواتب والحوافز دون تحميل المواطنين أعباء إضافية، وضرورة إصلاح الإدارة وتقدير خبرات الأطباء بشكل عادل، لتشجيع طلاب وخريجي الكليات الطبية على العمل في المستشفيات الحكومية مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى