الاخبار

لا أحد يريد استقبالهم”.. عشرات السوريون “عالقون” بين قبرص ولبنان

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

في يوم الأحد الماضي، غادر قارب من سواحل لبنان حاملاً على متنه 116 مهاجرًا، أغلبهم من اللاجئين السوريين الذين فروا من ويلات الحرب واللجوء والفقر، ساعين إلى تحقيق حلم الحياة في أوروبا، خلال رحلة شاقة، واجه الركاب مواقف مأساوية في عرض البحر، حيث تم احتجازهم من قبل خفر السواحل القبرصي، بعد ذلك، بدأت مفاوضات لإعادتهم إلى لبنان.

بدأت مأساة المهاجرين قبل وصولهم إلى السواحل القبرصية، حيث واجه القارب عطلاً تقنيًا، وكاد يغرق في عرض البحر، وتم استدعاء المساعدة وإصلاح العطل، وصل القارب بعد ذلك إلى الشواطئ القبرصية، ولكن سرعان ما تم احتجازه من قبل خفر السواحل، في هذا السياق، قام مركز “سيدار” بالتواصل مع منصة “هاتف إنذار” لمتابعة القضية.

رفضت السلطات القبرصية استقبال المهاجرين على أراضيها، وبدأت مفاوضات مع السلطات اللبنانية لتحديد مصيرهم، وكان هناك ثلاثة احتمالات، حسب ما صرح به مدير مركز “سيدار”، وهي أما استقبال قبرص للمهاجرين تحت ضغط منظمات إنسانية، أو إعادتهم إلى لبنان الذي رفضته السلطات اللبنانية، أو ترحيلهم إلى وطنهم الذي يعاني من الظروف الصعبة.

تم إعادة المهاجرين إلى الشاطئ اللبناني في اليوم التالي برفقة سفن خفر السواحل، ورغم ذلك، انسحبت السلطات اللبنانية من مسؤولياتها ومنعتهم من الدخول، مما جعلهم يقضون ما يقرب من 48 ساعة في حالة تعليق بين البلدين، حيث تدور مفاوضاتهم وحياتهم متداولة في المياه، ولولا تدخل منظمات إنسانية دولية، بما في ذلك منصة “هاتف إنذار”، والتي فرضت ضغطًا على قبرص لإعادة المهاجرين إليها، لكانوا الآن في مخيم مؤقت.

يُشار إلى أن عدد المهاجرين القادمين إلى قبرص قد انخفض بشكل عام، ولكن عدد الوافدين على متن قوارب من سوريا ولبنان زاد بشكل كبير، حيث وصل إلى 4259 في عام 2023 مقارنة بـ 937 في عام 2022.

تتكرر حالات نقل اللاجئين من لبنان إلى قبرص، وقد عبّرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها حول عمليات العودة التي تتم بدون ضمانات قانونية وإجرائية للأفراد الذين قد يحتاجون إلى حماية دولية، وفي هذا السياق، يؤكد مصدر دبلوماسي لبناني أن مسؤولية لبنان تقتصر على من يحملون الجنسية اللبنانية، ويتم التعامل مع الحالات بناءً على المعلومات المتاحة ونتائج التحقق، بينما تقع مسؤولية باقي الجنسيات على دولهم وفقاً لموقع الحرة.

وفقًا لإحصائيات مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، فإنه خلال عام 2023، تم التحقق من مغادرة 59 قاربًا من لبنان، حملت ما يقارب 3,528 راكبًا، منهم 3,298 سوريًا، و76 لبنانيًا، و5 فلسطينيين، و149 شخصًا لم يتم التأكد من جنسيتهم.

تشير تقارير المفوضية إلى وصول 29 قاربًا يحملون 1558 شخصًا إلى قبرص، حيث تم إعادة ثلاثة منها إلى لبنان بعد ذلك بـ 109 ركاب، بالإضافة إلى ذلك، هناك 45 قاربًا لم يتم التحقق من مكان مغادرتهم، سواء كانوا متوجهين إلى سوريا أم لبنان.

تؤكد المفوضية ارتفاع عدد القوارب المهاجرة بنسبة 7،3% مقارنةً بعام 2022، ولكنها سجلت انخفاضًا في عدد الركاب بنسبة 23،8%، وتنتقد معارضة قبرص إعادتها للمهاجرين إلى لبنان، مخالفةً لمبدأ عدم الإعادة القسرية واتفاقيات دولية.

وتقول المحامية ديالا شحادة إنه من حق لبنان رفض استقبال أولئك الذين لا يحملون جنسيته، لكنها تشير إلى أن قبرص ملزمة بمنح حق اللجوء للمهاجرين وعدم ترحيلهم، وتشير إلى التزام قبرص بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

مع استمرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المأساوية في لبنان وسوريا، تصبح “قوارب اللحوء” هي الخيار الأخير للنجاة بالنسبة للمهاجرين، ويرى المحامي محمد صبلوح أن تدخل المنظمات الدولية ضروري لإنقاذ حياة هؤلاء المهاجرين.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى