الاخبار

بعد التصريحات المتبادلة.. هل يتصاعد التوتر بين الأردن وسوريا؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

ظهرت علامات على توتر في العلاقات بين الأردن وسوريا نتيجة للقصف الذي نفذته القوات الجوية الأردنية داخل الأراضي السورية, يقول الأردن إن هذه الضربات تأتي في إطار جهود مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود بين البلدين، في حين تصف دمشق هذا العمل بأنه غير مبرر.

أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس الثلاثاء أن الأردن سيواصل مواجهة تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية، مشيرةً إلى أنها تنتظر من دمشق اتخاذ إجراءات فعّالة للقضاء على تلك العمليات.

من جهة أخرى، أعربت وزارة الخارجية السورية عن أسفها الشديد إزاء الضربات الجوية التي شنتها القوات الجوية الأردنية على عدة قرى داخل الأراضي السورية, وأشارت إلى أن آخر هذه الضربات كانت تستهدف قرى في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، بينهم أطفال ونساء.

وأكدت الخارجية السورية أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، ولكنها في الوقت نفسه أكدت حرصها على احتواء الأمور لتجنب التوتر والتأثير على العلاقات الأخوية بين البلدين.

بينما تساءل بعض المراقبين حول توتر العلاقات بين البلدين ومدى تطور الوضع، خاصة في ظل استمرار الضربات الجوية الأردنية ضد تجار المخدرات على الحدود السورية وفقاً لسبوتنيك عربية.

ويعتبر أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أن هذه الضربات الأردنية تعتبر خروجًا غير متوقع عن السياق الإيجابي الذي شهدته العلاقات بين البلدين مؤخرًا, ويرى أن منطق التنسيق المسبق كان يتطلب طلبًا من الجانب الأردني قبل أي عمل أمني أو عسكري داخل الأراضي السورية، وهو ما ينسجم مع احترام السيادة بين البلدين, ويعتبر أن هذا التنسيق كان كافيًا لتجنب قتل المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء.

من جانبه، يعتبر غسان يوسف، المحلل السياسي السوري، أن الأردن هو من يحاول إثارة هذه الأزمة, يقول إن الأردن يزعم وجود مجموعات مدعومة من النظام السوري تقوم بتهريب المخدرات والأسلحة، ويرى أن الأردن يهمل محاربة الطرف الآخر داخل حدوده.

تظهر هذه التطورات آثار توتر بين الأردن وسوريا، ويبقى مستقبل العلاقات بين البلدين غير واضح، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية الأردنية على الحدود السورية.

وقالت مصادر مختلفة في الأردن إنهم يرون أن هناك رغبة من الأردن في التعاون مع الولايات المتحدة في المنطقة بهدف تحقيق مكاسب مادية, يُزعم أن واشنطن تسعى لتشكيل مليشيا تحمل اسم “جيش سوريا الحرة” ونشرها على الحدود مع الأردن، مما قد يجعل عمان تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه عندما وقفت مع الجماعات الإرهابية في 2011، مسببة أضرارًا لكل من سوريا والأردن,

وقال يوسف إن اختيار الأردن التعاون مع الجماعات الإرهابية قد يعرض حدوده للتهديد من الأراضي السورية، ولن يكون هناك ضمان للحدود, وأشار إلى أن الدولة السورية في هذه الحالة قد تتخلى عن مسؤولياتها نظرًا لتعاون الأردن مع مليشيات إرهابية.

من جهة أخرى، أوضح الطعاني أن مشكلة تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن شهدت تطورات كبيرة في نوعية العمليات والمواجهات, وقال إن تلك العصابات تشكل تهديدًا حقيقيًا لقوات حرس الحدود الأردنية، وأصبحت آفة واسعة الانتشار في الأردن، حيث يتم تصدير المخدرات إلى الدول المجاورة.

وأكد أن التعاون السابق بين سوريا والأردن ساعد في تقديم إحداثيات دقيقة حول أماكن تواجد مهربي المخدرات, لكن الآن يتهم الأردن مليشيات موالية لإيران والقوات السورية بالتورط في عمليات التهريب.

من جهته، قال مبيضين إن الأردن مستمر في حماية حدوده والدفاع عنه، مشيرًا إلى ضرورة وجود استراتيجية عربية لمواجهة خطر تهريب المخدرات, وأعرب عن أمله في أن يتحسن الوضع في سوريا، مما يساعد في تقليل عمليات التهريب.

وأكدت الحكومة الأردنية أنها مستمرة في مواجهة خطر تهريب المخدرات وعدم السماح للمهربين بدخول الأراضي الأردنية, في الوقت نفسه، أعلنت الخارجية السورية استمرار بلادها في مكافحة الإرهاب والتصدي للتهريب والإتجار غير المشروع بالمخدرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى