الاخبار

بذار ملغمة بـ “قنابل “حيوية”.. من يستهدف القضاء على قطاع الزراعة السوري؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

في نوفمبر 2021، وتحديدًا في الـ25 منه، قام وزير الزراعة، المهندس محمد حسان قطنا، بزيارة إلى محافظة الحسكة بتكليف من الرئيس بشار الأسد.
في ذلك الوقت، كانت سورية تتعرض لعدوان مزدوج من قبل الولايات المتحدة وتركيا، يستهدف الأمن الغذائي للشعب السوري من خلال إلحاق أذى بزراعة القمح.
زراعة القمح ليست مجرد عمود للزراعة في سورية، بل هي ركيزة لقوتهم وسلة الخبز والرغيف، والتاريخ يشهد أن استمرارية شعوب ترتبط بامتلاكهم لخبزهم.
التركي يمنح والأميركي يوزّع، هكذا يتضح العدوان الأميركي – التركي على القمح السوري.
بدأ الفلاحون في الحسكة زراعة القمح في تشرين الثاني 2021، وتلقوا “هبة” من الاحتلال الأميركي في شكل بذار مجانية.
لكن المفاجأة كانت أن هذه البذار كانت “ملغمة بقنابل حيوية”.
عندما وصلت العينة إلى مديرية الزراعة، كانت التحاليل تشير إلى وجود عيوب فادحة في البذار، ما يهدد بكارثة زراعية.
تم تقسيم العينة للتحليل في كلية الهندسة الزراعية ووزارة الزراعة.
وكشفت النتائج عن وجود نماتودا ثآليل القمح وعفن السنابل البكتيري، مما يجعل هذه البذار غير صالحة للزراعة في سورية.
تصاعدت الشكوك حول دور تركيا والولايات المتحدة في ترويج هذه البذار المعيبة، ما يثير التساؤل حول دوافع هذا الهجوم الاقتصادي الصارم على الاقتصاد السوري وأمانه الغذائي.
استطاعت سورية من صد العدوان بفضل وعي فلاحيها ووطنيتهم.
لا شك أن الولايات المتحدة تدرك أهمية القمح بالنسبة للسوريين، حيث يشكل مصدراً رئيسياً للطحين بمقدار 800 ألف طن.
قبل المؤامرة، كان القمح يمثل 12% من إنتاج سورية ويشغل 49% من المساحات المزروعة.
ومع تداول دراسات أميركية حول فوائد القمح السوري، قررت القيادة الأميركية تدميره، مما يجعل توزيع البذار المعيبة جزءًا من حملة أميركية تستهدف زراعة القمح في سورية.
تكشف الدراسات الأميركية عن فحص دقيق للقمح السوري، خاصة بذور “Aegilops tauschii”، التي تظهر مقاومة فائقة للآفات والحشرات.
بينما يعتبر توزيع القمح الأميركي – التركي المصاب تحركًا استراتيجيًا لتقويض إنتاجية الزراعة في سورية وتحويلها من مصدر ذاتي إلى مستورد للقمح.
التوقيت المختار للعدوان يأتي بعد استعداد قوات “قسد”، التي تدعمها الولايات المتحدة، وانتهاء معاناة فلاحي الحسكة لخمس سنوات في الحصول على البذار الضرورية لزراعة القمح.
رغم محاولات الاحتلال بتدمير مصادر البذار، فإن وعي فلاحي المنطقة ووفائهم لوطنهم أثبتا أنهم لا يتركون للمحتلين فرصة لتحقيق أهدافهم.
توقف إنتاج وتوزيع البذار في فرع مؤسسة إكثار البذار، حيث يشير مدير فرع إكثار البذار صبحي الفرج، إلى تعطيل العمل بسبب خروج مراكز الإنتاج عن السيطرة، وتمنع قوات “قسد” المتعاقدين مع الفرع من تسليم إنتاجهم.
يظهر أن استيلاء “قسد” على مراكز البذار في الحسكة أثر سلبًا على إمكانية الحصول على البذار وتوزيعها، حيث كان الفرع يستجير كميات البذار من مخزون المؤسسة السورية للحبوب.
في إطار الاستجابة للعدوان الأميركي – التركي على القمح السوري، أكد وزير الزراعة خطورة بذار القمح الموزع من قبل الاحتلال الأميركي، حيث يحمل آفة النيماتودا الفتاكة، مما يؤدي إلى تدني المردود الإنتاجي وتوطين الآفات في الأرض.
بالتالي، يعتبر هذا التصرف جزءًا من سياسة الحرب التي تستهدف الزراعة في سورية.
وتظهر مبادرة الفلاحين في الحسكة باستخدام طريقة “الاحتفاظ”، حيث يقومون بالاحتفاظ بكميات من البذار من إنتاج أراضيهم ويقومون بغربلتها وتعقيمها يدويًا لضمان سلامتها.
هذا الابتكار يعكس إصرار الفلاحين على حماية مصادر رزقهم والدفاع عن لقمة عيشهم في مواجهة التحديات الراهنة.
الأزمنة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى