اخبار ساخنة

كلف 600 مليون دولار.. حفل شاه إيران الأغلى في التاريخ

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

عندما نفكر في أغلى حفل في التاريخ من حيث التكلفة، يمكن أن تتبادر إلى ذهننا الأحداث والاحتفالات الكبرى مثل الأولمبياد أو كأس العالم لكرة القدم أو المهرجانات السينمائية العالمية. ولكن هناك حفلاً استثنائياً، لم ينافسه أي حدث آخر منذ أكثر من نصف قرن، وهو احتفال شاه إيران بالذكرى السنوية الـ2500 لتأسيس بلاده.

كان هذا الحفل يتميز بالتحضيرات والمصاريف الهائلة والبذخ الفاحش، مما يجعله يشبه القصص الخرافية التي نقرأها في ألف ليلة وليلة. قد وصلت التكاليف إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تم استيراد الآلاف من العصافير المغردة من أوروبا وإطلاقها في الصحراء لتسلية الحضور، لكنها نفقت بسبب حرارة الجو.

وكان هناك أيضًا أكثر من 18 طنًا من أفخر الأطعمة تم تحضيرها من قبل أشهر الطهاة في فرنسا، وكانت مخصصة لتقديمها للأباطرة والملوك والرؤساء والشيوخ من جميع أنحاء العالم على مدى ثلاثة أيام. جرى ذلك وسط أطلال مدينة برسيبوليس القديمة.

هذا الحفل الاستثنائي أُقيم في إطار احتفال بذكرى 2500 عام على تأسيس الإمبراطورية الفارسية الأولى على يد كورش العظيم في عام 1963. شهدت الاستعدادات لهذا الحفل استعانة بمهندسين معماريين فرنسيين ومصممي ديكور داخلي ومصممي أزياء، حيث تم تصميم 50 جناحًا على شكل خيمة لضيوف الشرف.

مكان الحفل كان في منطقة صحراوية قريبة من المدينة الأثرية برسيبوليس وكان يضم جناحًا رئيسيًا على شكل خيمة يبلغ طوله 70 مترًا لضيوف الشرف. واستمر الحفل لمدة ثلاثة أيام كاملة، وقد تم عرضه على القنوات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، تم تدوين هذا الحفل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول مأدبة رسمية في التاريخ الحديث.

وبهذه الطريقة، يظل هذا الحفل يعتبر أحد أبرز الأحداث الاجتماعية والثقافية في تاريخ العالم بميزاته الفريدة والتكلفة الهائلة التي تجاوزت 630 مليون دولار بالأسعار الحالية.

في نهاية حكم شاه إيران، تصاعدت الانتقادات السياسية والدينية ضده. عانت البلاد من ظروف صعبة، حيث ازداد الغضب من حكمه الاستبدادي والفساد في حكومته. كما شهدت البلاد توزيعًا غير متكافئ لثروة النفط وتفاقم الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية.

في عام 1978، بدأت المظاهرات والاحتجاجات في إيران، وتصاعدت الأعمال العنفية والإضرابات. استغل الدينيون الشيعة والمعارضون هذه الفرصة للتصاعد ضد حكم الشاه. في هذا السياق، زادت شعبية رجل الدين الشيعي آية الله الخميني، الذي كان يعيش في المنفى في باريس.

في عام 1979، اشتدت الثورة الإيرانية وانتقلت إلى مرحلة أكبر من الاحتجاجات والمظاهرات. تم الإطاحة بالشاه، وتولى آية الله الخميني الحكم، وتم إعلان إيران جمهورية إسلامية. غادر الشاه إيران وسافر إلى عدة دول، بما في ذلك مصر والمغرب والباهاما والمكسيك، حيث تلقى العلاج الطبي لمرضه بسرطان الجهاز اللمفاوي.

في الوقت نفسه، احتجز مسلحون إيرانيون أكثر من 50 دبلوماسيًا أمريكيًا كرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. بعد ذلك، استقر الشاه في مصر وحصل على حق اللجوء من الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات. وتوفي الشاه في القاهرة عام 1980.

فيما يتعلق بمكان الحفل الضخم الذي تم تنظيمه في إيران، فقد تعرض للنهب والدمار، ولم يبق منه سوى أعمدة الخيام كذكرى لأحد أبرز الأحداث الاجتماعية والثقافية في تاريخ البلاد والعالم.


بالنظر إلى نهاية حكم شاه إيران والأحداث التي أعقبتها، يمكن القول إن الحفل الضخم الذي أُقيم في إيران لم يعد يحظى بأي تذكير إيجابي بسبب الثورة الإيرانية والتغيرات السياسية والاجتماعية الكبيرة التي أعقبتها. تم تدمير معظم هذه البنية التحتية والتجهيزات بسبب التغيرات في البلاد ومسار الثورة.

إيران شهدت تحولًا كبيرًا في عام 1979 مع تولي الخميني الحكم وإعلان إيران جمهورية إسلامية. وتأثرت البلاد بتطورات سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة، مما جعل الحفل السابق غير قابل للمقارنة مع التغيرات الكبيرة التي شهدتها إيران.

بالنسبة للشاه السابق، عاش في المنفى حتى وفاته، ولم يستطع العودة إلى إيران بسبب تصاعد التوترات السياسية والدينية. تم دفنه في مصر حيث قام بتلقي العلاج الطبي.

يُذكر هذا الحفل كمثال على كيفية استخدام الزخم السياسي والاقتصادي لإقامة أحداث ضخمة، ولكن يجدر بنا أيضًا التركيز على التأثير السلبي الذي تركه في ظل التغيرات الكبيرة التي شهدتها إيران في العقود التي تلته.

بعد أن أُقيم الحفل الضخم في إيران للاحتفال بالذكرى السنوية الـ2500 لتأسيس الإمبراطورية الفارسية، تشكلت معظم مرافق الحفل بالذكرى فقط. بسبب التغييرات السياسية الكبيرة في إيران والثورة الإسلامية التي أعقبتها في عام 1979، تم تدمير العديد من هذه المرافق والممتلكات.

فقد تم تحويل معظم موقع الحفل إلى معالم تاريخية وسياحية في إيران. ومع مرور الزمن، تم ترميم بعض البنية التحتية والخيام الضخمة لتحفظ ذكرى الحفل وتاريخه. ومعظم القصص والصور المتعلقة بالحفل تعتبر اليوم أجزاءً من التاريخ الثقافي لإيران.

يعكس هذا الحفل الضخم التحديات التي تواجه استخدام الثروة والموارد في الأحداث الضخمة والاستعراضات الكبيرة. يجب أيضًا أن يكون درسًا للمستقبل حول كيفية توجيه الموارد والجهد نحو تحسين ظروف الحياة للمواطنين وتطوير البنية التحتية بدلاً من إقامة حفلات فاخرة وبذخ غير مستدام.

بالتأكيد، يُعتبر الحفل الضخم الذي أُقيم في إيران للاحتفال بالذكرى السنوية الـ2500 لتأسيس الإمبراطورية الفارسية حدثاً غنياً بالتفاصيل والتجاهل المستدام. إليك المزيد من المعلومات حول هذا الحدث الرائع:

التكلفة الباهظة: يُعتبر هذا الحفل واحداً من أغلى الحفلات في التاريخ، حيث تجاوزت تكلفته 630 مليون دولار بالنسبة للوقت الحالي.

التجهيزات الفخمة: تم تجهيز الحفل بأكثر من 50 جناحًا على شكل خيمة فاخرة لضيوف الشرف، وكل جناح كان يحتوي على غرف نوم وحمامات ومكاتب وصالونات فاخرة.

الأكل والشراب: استُوردت 2700 كجم من لحم البقر والخنزير والضأن، و1280 كجم من الدجاج، و150 كيلوغرامًا من الكافيار من باريس خصيصًا للحفل. وتم تقديم أنواع متنوعة من النبيذ والشمبانيا.

الترفيه: تم استيراد 15 ألف شجرة و15 ألف زهرة من أنحاء مختلفة في أوروبا لإنشاء واحة خصبة. وقد تم ترتيب عروض وأنشطة ترفيهية مميزة للضيوف.

الأرقام القياسية: تم تسجيل الحفل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول مأدبة رسمية في التاريخ الحديث.

التدمير اللاحق: بعد التغييرات السياسية الكبيرة في إيران والثورة الإسلامية في عام 1979، تم تدمير معظم المرافق والممتلكات التي تم تجهيزها لهذا الحفل الضخم. تحول معظم موقع الحفل اليوم إلى معالم تاريخية.

دروس مستفادة: يمكن أن يكون هذا الحفل عبرة لاستخدام الموارد بشكل أفضل في المستقبل، وتوجيه الاهتمام والاستثمار نحو تحسين ظروف الحياة والبنية التحتية للمواطنين بدلاً من الانخراط في استعراضات ضخمة وبذخ غير مستدام.

 

عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى