لماذا يتوقف قلب بعض الرياضيين الشباب فجأة؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

نسمع كثيرا عن وفاة رياضي شاب فجأة على أرض الملعب، والسبب هو توقف قلبه عن النبض. وبالرغم من كونها حالات قلما يتم التنبيه اليها والتوعية بها، فإن الكثير من الخبراء في طب القلب ينبهون الى ضرورة زيادة الوعي والحذر منها، لاسيما مع ازيادات حالات الوفاة التي حدثت في الفترة الأخيرة نظرا لإصابتهم فجأة وتوقف قلبهم.

وعبر القبس، يشرح أطباء مختصون بأمراض القلب والقسطرة أسباب هذه الظاهرة ويقدمون نصائح مهمة للوقاية وتجنب المخاطر.

وفقا لاستشاري أمراض القلب والقسطرة القلبية الدكتور الطيب القلاف، تسمى هذه الحالة بموت القلب الفجائي في الرياضيين sudden cardiac death in athletes.

وأضاف قائلا: «يعتبر موت القلب الفجائي في الرياضيين من الحالات النادرة نسبيا، حيث تقدر الدراسات بأنها تصيب واحدا من كل 50 ألفا – 100 ألف رياضي في السنة. وترتفع هذه النسبة مع تقدم عمر الرياضيين (بالرغم من خلوهم من الأمراض المزمنة)».

‎عوامل الخطر

◄ وجود عيوب خلقية او وراثية في القلب: مثل الامراض الجينية او عيوب خلقية في تكوين القلب او دورته الكهربائية.

وتشمل هذه الحالات تضخم عضلة القلب الوراثي، ووجود عيوب خلقية في الشرايين التاجية أو الشريان الأبهري أو أمراض فسلجة القلب التي تتحكم في سرعة ونمط نبض القلب.

◄ الاصابة بأمراض عابرة: مثل التهابات عضلة القلب او عوامل مرضية اخرى.

وشرح د. الطيب موضحا: بعض الرياضيين يعاني عيوبا خلقية لم تكتشف خلال الفحوصات الأولية التي تجرى قبل الموافقة على الاحتراف الرياضي. وهو ما يعرض قلبه الى مخاطر واضرار تظهر عند حدوث محفزات تؤدي الى توقف القلب. ومن أهم هذه المحفزات:

◄ تعاطي المنشطات أو المخدرات أو بعض الأدوية الممنوعة على نطاق الرياضة الاحترافية.

◄ القيام بمجهود مضاعف كشأن الرياضات التي تحتوي على نشاط كثيف (مثل كرة القدم والهوكي مثلا) وترافقها زيادة سريعة في معدل نبض القلب عند الركض والتزلج.

◄ اداء الرياضة في ظروف مناخية سيئة.

◄ تقدم العمر

الفحص قبل بدء البرنامج الرياضي

وحول كيفية اكتشاف الرياضيين الاكثر عرضة، بيّن اختصاصي امراض القلب والقلب الرياضي في مستشفى جابر د. جراح الفضلي، أن هناك عوامل يجب الانتباه لها ويتطلب وجودها استشارة طبيب متخصص في طب القلب الرياضي قبل الالتحاق بأي برنامج رياضي، مثل:

1 – وجود تاريخ سابق بمرض القلب أو احد اعراضه (كالإغماء، آلام الصدر).

2 – وجود تاريخ مرضي في أحد الاقرباء من الدرجة الأولى (أب، أم، أخ، أخت، أبناء)

وظائف خطر

وشرح د. جراح قائلا: الحالات التي ليس لديها تاريخ بامراض القلب غالبا لا تطلب الفحص الدقيق للقلب قبل الالتحاق ببرنامج رياضي إلا إذا كان الشخص يعمل ضمن وظيفة «خطر» ترتبط بمخاطر لشخصه أو لمن معه كالجيش، الغوص، قائدي الباصات/ المعدات الثقيلة، طيار مدني أو لاعب رياضي محترف.

فحوص القلب للرياضيين

ينصح د. جراح الجميع بالخضوع للفحص الإكلينيكي قبل ممارسة الرياضة، بينما ينصح الرياضيين المحترفين بالخضوع للفحص الإكلينيكي مع تخطيط القلب وسونار القلب.

واعتبر هذه الفحوص حجر الأساس. وقال: قد يضاف فحص مجهود القلب لمن هم أكثر عرضة لأمراض القلب والملتحقين بوظائف «الخطر». وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفحوص يمكنها اكتشاف وتشخيص معظم الحالات، ولكن ليس جميعها، لأن بعض الحالات تحتاج إلى فحوص أكثر تعقيداً ودقة.

وعن أكثر الرياضات ضرراً على صحة القلب، أوضح د. جراح: الرياضات التي تتطلب ديناميكية شديدة وسرعة مطردة وفائقة هي الأكثر تحفيزاً وضرراً على صحة القلب، مثل: رياضة الهوكي وكرة القدم. وقد تشمل أيضاً الرياضات التي تتطلب مقاومة كبيرة كحمل الأثقال في بعض الحالات المرضية.

‎‎هل تصاب النساء الرياضيات؟

قال د. جراح إنه بشكل عام، الرياضيون الذكور أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والموت المفاجئ مقارنة بالإناث، ولكن تم تسجيل إصابة عدد منهن بموت القلب المفاجئ. فبحسب دراسة بريطانية من مركز سينت جورج تضمنت 748 حالة وفاة مفاجئة بين الرياضيين، وصلت نسبة إصابة الرياضيين الرجال إلى 6 أضعاف مقارنة بالنساء الرياضيات. كما دلت النتائج على أن %40 من إصابات النساء لم يتوصل فيها إلى وجود عيوب في شكل أو حجم القلب أو حتى شرايين قلوبهن، بل كانت تعزى إلى أسباب تتعلق بكهرباء عضلة القلب. وللعلم، فالوفيات التي حدثت أثناء ممارسة الرياضة للنساء كانت أكثر تكرراً في رياضة السباحة.

وقال: عزا الباحثون مسببات زيادة الوفيات في الرجال الرياضيين دون النساء إلى تعرضهم لمجهود أعلى ووجود مشاكل تركيبية خاصة في قلوب الرجال (أكثر من تلك في النساء)، كتضخم عضلة القلب الذي قد يعزى إلى زيادة استخدام المنشطات أو هرمون التيستوستيرون.

العلاج لمن أصيب بها سابقاً

حول علاج الحالات التي تعرضت إلى نوبة قلبية أثناء اللعب أو ترغب في ممارسة الرياضة بالرغم من إصابتها بأمراض أو عوامل خطر، بيّن الدكتور علي بو شهري، استشاري فسلجة القلب وأمراض القلب الكهربائية، وجود حلول لهذه المشكلة.

وشرح: بحسب المسبب الذي أدى إلى حالة توقف القلب المفاجئ، يتم وضع الخطة العلاجية المناسبة، فمسببات توقف القلب مختلفة، مثل وجود عيب خلقي في الشرايين التاجية، الصمامات، عضلة القلب، أو اختلال كهربائي قلبي، ويعتمد العلاج أيضاً على سبب السكتة القلبية (مثل اعتلال عضلة القلب الضخامي، اعتلال القنوات الكهربائية في القلب، وغيرهما)، ومخاطر تعرض المريض لأحداث مستقبلية.

وأضاف: قد يتطلب علاج بعض الحالات زراعة جهاز صاعق تحت الجلد (ICD) للحماية من تكرار نوبات عدم انتظام ضربات القلب. وبشكل عام يوصي د. علي بالتالي:

◄ توقف الرياضي المصاب عن ممارسة أي رياضة تنافسية. وأخيراً، تغيرت بعض التوصيات الطبية (الأميركية والأوروبية) لتسمح لبعض الحالات بالمشاركة في الألعاب الرياضية، مما يؤكد أهمية النشاط البدني، ويشير إلى أن الكثير من نوبات السكتة القلبية لا تنتج بالضرورة عن النشاط البدني.

◄ مناقشة المريض لطبيبه في الخيارات العلاجية، وفهم المخاطر (إن وجدت) لممارسة التمارين الرياضية مع حالته. واتخاذ القرارات والحلول استناداً إلى حالته الفردية.

وتابع د. علي: طبعاً، هناك قلق دائم بشأن الآثار المترتبة على الإصابة بالسكتة القلبية في سياق الرياضات التنافسية، ولكن يمكن استخدام الحجة ذاتها عند ممارسة أمور تتضمن مستوى مرتفعاً من المجهود والتوتر مثل قيادة السيارة.

نصائح وإرشادات

لحماية الرياضيين من النوبة القلبية، نصح الأطباء بما يلي:

● الحرص على زيارة طبيب مختص للتأكد من عدم الإصابة بأمراض القلب.

● اتباع نظام غذائي صحي.

● إجراء فحوص منتظمة.

● تجنّب التدخين.

● مراقبة معدلات ضغط الدم والكوليسترول.

الرياضات الأكثر ضرراً على صحة القلب

الرياضات التي تتطلب ديناميكية شديدة وسرعة مطردة هي الأكثر تحفيزاً وضرراً لصحة القلب وتشمل ما يلي:

● رياضة الهوكي.

● كرة القدم.

● وتشمل أيضاً الرياضات التي تتطلب مقاومة كبيرة كحمل الأثقال في بعض الحالات المرضية.

وكالات