الاخبار

“أبو جميل”… جال العالم وعاد إلى دمشق ليرسم الوجوه متكئا على قلعتها

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

“أبو جميل”… جال العالم وعاد إلى دمشق ليرسم الوجوه متكئا على قلعتها

واحد وثلاثون عاماً، ولايزال “أبو جميل”، ملاصقا لجدار قلعة دمشق، يلفت أنظار المارة بسحر أنامله التي ترسم الوجوه الفورية بدقائق معدودة، وبحرفية فنية عالية.

أبو جميل، وبحرفيته التي اختزنها لسنوات وسنوات بعد أن جال العالم، أحب تقديم الرسم المسكون بهواجسه إلى أبناء وطنه بطريقته الخاصة، وتجرأ على ريادتها وحملها على عاتقه، بلا كلل أو ملل، حتى كاد يشبه حجارة قلعة دمشق الصلدة، مستقطباً زواره برحابة صدر، راسماً علامات الرضا والإعجاب في انطباعات زبائنه.

الفنان جميل طلال علم دار (75 عام)، تنقل بين عامي 1979 إلى 1991 في دول عدة، من السويد وفرنسا وإيطاليا إلى الأرجنتين والنرويج، لكنه فضّل العودة إلى دمشق، لينقل تجربة أتقنها وأحبها، ضمن أسوار هذه المدينة القديمة.


يقول “علم دار” في حديث خاص لـ “سبوتنيك”، إن فكرة الرسم في الشارع، أحبها عندما جال الدول الأوروبية التي زارها، وعمل على اكتساب مقوماتها، وخاصةً الجرأة والشجاعة ليستطيع إكمال حياته كـ “فنان الشارع” بما في ذلك تقبل نظرات المجتمع الذي سيضيف إلى معالمه ظاهرة جديدة على مجتمع شرقي.

يضيف أبو جميل، أن علامات الدهشة على وجوه المارة كانت واضحة في الأشهر الأولى لعمله في شوارع دمشق، وفيما بعد أصبح ذلك الأمر اعتيادي، وبل تطور إلى أن بدأ الناس يدعون بعضهم بعضا إلى زيارة “رسام الوجوه” كما يطلقون عليه، لانتهاز الفرصة والحصول على لوحة ورقية يخط عليها بأقلام الفحم صورهم وصور من يحبون.


من خلال عمله كفنان شارع، يتطلع “علم دار” إلى أبعد من كونه عملا أو نقلا لتجربة أحبها فقط، فثمة شغف يكتنف دواخله للتعرف على المجتمعات والاختلاط بشرائحه كافة، بعيداً عن أجواء المعارض الفنية الرتيبة، واصفاً هذا الأسلوب من الفن بأنه قريب للناس في غالبيتهم، ويتلقى التشجيع المباشر منهم، مؤكداً أن هذا النوع من العمل لا يمكن أن يصنع الثروة المادية، ولكن محبة الناس له، تجعله في قمة السعادة وهي أفضل ما يملك.

ويتابع “أبو جميل”، أن رأس ماله يقتصر على بعض الأدوات من الأقلام والورق، يسخّرها لتفريغ ما بداخله من شغف وإبداع في اكتشاف وجوه الناس التي يرسمها، ولا يلتفت كثيراً إلى الأجور التي يتقاضاها من زبائنه، والتي تقدر بـ15 ألف ليرة سورية ( 2 دولار أمريكي تقريباً)، عن كل لوحة ورقية يرسمها.

لا يكترث الفنان جميل علم دار، للمرض الذي أصابه مؤخراً، إذ يعاني من وعكة صحية أثرت على عمل جهاز القلب، تُشعره بالتعب كثيراً، ولكنه مازال يستمد القوة والإرادة من روح المكان الذي يعمل به، معتبراً أن حركة الناس تعطيه إصرارا وديناميكية أكبر لمواصلة العمل والحياة التي يحبّها.

يجاور الفنان علم دار، مجموعة من الأماكن الأثرية التي ترسم أبرز معالم دمشق، من قلعتها إلى سوق الحميدية والجامع الأموي.
وقال علم دار إنه “يشعر بالكفاية العاطفية”، حيث عبّر عن عشقه إلى هذه التفاصيل التاريخية العريقة، لافتاً إلى أنها تعطيه “شعور الراحة والاستقرار في داخل نفسه”.

اقرأ ايضاً:السفارة السورية في الإمارات توقف طلبات الجوازات “المستعجلة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى