اخبار سريعة

معالج نفسي: 80‎% من الشعب السوري مصاب بالاكتئاب

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

وفقاً للمعالج النفسي في مركز sscc (أنس الحلبي) قد أثبت دليل رأب الفجوة للصحة النفسية أن 80% من الشعب السوري يعاني (الإكتئاب) ونحن نتحدث عن مرض واحد دون التطرق لغيره من الاضطرابات النفسية واسعة الانتشار !! وهذا يعني أننا أمام كارثة مهولة تستوجب الحلول السريعة منعاً للتفاقم , لا سيما في ظل الأزمات اللامتناهية التي يعيشها السوريون كل يوم .

وإن كانت العيادات النفسية باهضة التكاليف بالنسبة للغالبية ,والجهات الخيرية غير وافية لجميع التخصصات النفسية , وحمى الوصمة الاجتماعية تصيب بأسهمها مخاوف الجميع , فما الحل إذاً لتخفيف انتشار الاضطرابات النفسية والنهوض بالصحة النفسية للمجتمع ؟؟

هل تجربة نوادي الرياضات العقلية والتمارين النفسية مثل ( التأمل والتدوينات وحمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء ) يمكن إسقاطها على المجتمع السوري ؟؟ وهل يشكل ذلك حل مناسب للواقع وفكرة داعمة للاستثمار في القطاع النفسي ؟

للوقوف عند واقعية الأمر توجهنا للطبيب النفسي ( أسامة عزيزية )

بمجموعة من الأسئلة التفصيلية .

ماذا يمكن أن تقدم نوادي الرياضة العقلية والتمارين النفسية ؟

_التأمل بكافة أنواعه بما فيه من تمارين اليقظة الذهنية – تمارين الذاكرة – تمارين التنفس والاسترخاء – التدوينات – تمارين المراقبة الذاتية والتعاطف مع الذات- إضافة إلى حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء التي ثبت أنها تعمل على تحسين إنتاج واستقبال مضادات الاكتئاب الطبيعية في دماغنا ، الدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين , وثبت أيضًا أنها تساعد في خفض مستوى الكورتيزول في الجسم ( المادة الكيميائية المرتبطة بالتوتر).

وسيكون من الرائع إضافة يوم لممارسة الهوايات كالغناء والرسم والإلقاء وغيرها أو القيام برحلات ترفيهية، كما أن المحادثات الجماعية بإشراف المختص ستكون ذات فائدة ملحوظة بشكل يشبه ما يحدث في جلسات العلاج الجماعي.

ما مدى أهمية إنشاء هذا النوع من النوادي في سوريا وما هو سبب الاحتياج لها؟

نحن بأمس الحاجة لمثل هذه النوادي في بلادنا، نظراً لتوالي الصدمات النفسية التي حدثت مؤخراً . إضافة لذلك مثلما تزودنا اللياقة البدنية بقدرة متزايدة على الاستجابة لمشكلات الحياة الصحّية البدنية، تساعدنا اللياقة العقلية والنفسية بنفس الطريقة. إذ أن هذه النوادي أو الصالات النفسية قد توفر للناس مساحة آمنة لتعليم كيفية الاستجابة لموقف ما، سواء كان هذا الموقف خارجي أو شعور داخلي. وبالتالي نتيجة لذلك، نصبح قادرين على تحمّل مصاعب الحياة كافة..

ما النتائج المتوقعة منها؟

لنأخذ مثال بسيط ومتكرر في حياة الكثيرين : أحدهم قد وجد نفسه في جدال مع زوجته، وبدأ يستشعر الخطر من هذا الجدال، فيبدأ بإطلاق الألفاظ المؤذية دون أن يشعر وربما قد يؤذيها جسدياً، وهذا ما ندعوه بحالة الـ fight or flight، أي الهروب أو المواجهة، تتفعّل هذه الحالة نتيجة شعورنا بوجود الخطر، فنبدأ بإعطاء ردود أفعال لا نتحكّم بها بشكل كامل، وبنفس الشكل ستستجيب الزوجة لهذا الخطر، مما يهدد العلاقة حتماً.

لكن عندما تكون متمرّن عقلياً ونفسياً، فإنك تدرك أن لديك خياراً آخر في ذلك الموقف، إذ تمنحك اللياقة العقلية القدرة على التوقف والاستجابة بالطريقة التي تريدها، وهذا ما سينعكس إيجاباً على حياة المرء بكافة نواحيها وبالتالي ينعكس على المجتمع بأكمله.

من المستفيدين منها؟

يستفيد من هذه النوادي كل الناس، الأصحّاء والمرضى، السعداء والحزينون، لما ذكرناه من أسباب سابقة.

بل إني أرى أن الأصحّاء يستفيدون أكثر من المرضى، بحكم أن بعض المرضى يحتاجون إلى عيادات نفسية أكثر تخصصية لعلاجهم وربما إضافة الأدوية، لكن هذا لا ينفي أنهم سيلقون الفائدة النفسية والاجتماعية في هذه النوادي.

ما الآلية المناسبة لتمهيد وجود هذه الفكرة بالمجتمع دون الخوف من الوصمة الاجتماعية؟

للأسف أن هذه الخطوة ستحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد حتى يتم تقبّلها في مجتمعاتنا، لكن أرى أن التوعية الكبيرة في أهمية ونتائج هذه التمارين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحطات التلفاز، ستساعد حتماً في الإقبال على ما يدعى بصالات التمارين النفسية، كذلك يمكن البدء بأسعار رمزية لتشجيع الناس على تجربة هذا النوع الجديد من التمارين.

هل يصلح دمجها كقسم مختص في نوادي الرياضة الجسدية لتقريب الفكرة لعقول المستفيدين؟

بالطبع، هذه فكرة رائعة، وأستطيع أن أؤكّد وبشكل علمي تلك الفوائد النفسية الكثيرة الناتجة عن النشاط البدني، وبالتالي يمكن إشراك النشاط البدني في هذه النوادي أو العكس، أي إشراك النشاط النفسي في نوادي الرياضة البدنية.

على الصعيد الاقتصادي هل تعتبر هذه الأندية مصدر جيد للاستثمار في القطاع النفسي وتوفر دخل مادي جيد للقائمين عليها؟

لا أستطيع أن أجزم فيما يخص العائد الاقتصادي، لكن الصبر مهم جداً هنا لكونها فكرة جديدة على مجتمعنا، فلا أعتقد أنها ستكفي في البداية كمصدر دخل وحيد للقائمين عليها، لكن مع الاستمرار وإرفاق الفكرة بالتوعية الالكترونية المناسبة ستكون مصدر دخل ممتاز كما هو الحال في النادي الرياضي بشكله المعروف.

هل محتمل أن تكون باهضة التكاليف كحال الاستشارات النفسية في العيادات الخاصة أم أنها ستكون متنفس للجميع تحت وقع الضغوط الكثيرة؟

كما أسلفت الذكر، لا أستطيع أن أجزم بذلك لكن أفضّل أن تكون بأسعار مناسبة للوضع الاقتصادي المتدني لمعظم فئات المجتمع، ليكون في ذلك تشجيع لهؤلاء على ممارسة تلك التمارين النفسية، ولا أعتقد أن ذلك سيؤثر بشكل ملحوظ على العائد الاقتصادي للنادي، إذ إن المعالج أو الطبيب النفسي يتقاضى أجر الوقت الذي يقضيه مع مريض واحد، أما هنا فإن الاختصاصي أو “المعالج” سيتعامل مع عدد كبير من الأشخاص في نفس الوقت، وبالتالي من الطبيعي أن يتقاضى أجر أدنى من الطبيب من كل شخص، لكن بالمحصلة سيكون المجموع مشابه أو حتى أعلى.

وفي حوارآخر مع المرشدة النفسية يارا الحلبي أكدت ضرورة العمل على فتح مركز مجتمعي يهتم بتقديم كافة الخدمات الموجودة في هذه النوادي لضمان الوصول لكافة طبقات المجتمع بمعزل عن الاحتياج المادي والغلاء المحتمل وبأكبر توسع ممكن بنوعية التمارين والرياضات النفسية المقدمة.

كما أشار المعالج النفسي أنس الحلبي إلى احتمالية وإمكانية وجود ممولين لفكرة النوادي في حال ثبوت الحاجة إليها لا سيما أن كافة الفئات العمرية والحالات المرضية بحاجة إلى تفريغ الضغوط والمشاعر السلبية ومن المهم جداً التمهيد لهذه الفكرة من خلال تسويقها بشكل جيد عبر جمعيات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية.

صاحبة الجلالة

اقرأ أيضا: القبض على 16شخص في حلب قاموا بسرقة أكثر من 24 منزل ومحتويات 4 سيارات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى