باحث في العلاقات الدولية: زيارة ترامب إلى السعودية ستغير وجه المنطقة

أكد الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور محمد الحبابي، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية قد تحمل تغيرات استراتيجية كبرى في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تشهد تحديات سياسية وأمنية واقتصادية معقدة.
الخليج مركز جذب اقتصادي واستراتيجي
وفي مقابلة عبر أثير إذاعة “سبوتنيك”، أوضح الحبابي أن السعودية تمثل اليوم محورًا اقتصاديًا وسياسيًا فاعلًا على المستوى العالمي، حيث تدير استثمارات في الولايات المتحدة تُقدّر بتريليون دولار. كما أشار إلى أن دول الخليج، وخاصة السعودية، الإمارات وقطر، باتت تشكل محطات واعدة للاستثمار والنمو، مع اهتمام متزايد بمجالات مثل الأمن والطاقة وتحلية المياه والذكاء الاصطناعي.
الأمن الإقليمي يتصدر جدول المباحثات
أكد الحبابي أن اللقاء بين الرئيس ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيركز بالدرجة الأولى على قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، موضحًا أن تعزيز الأمن يُعد شرطًا أساسيًا لدفع عجلة التنمية في المملكة ودول الخليج كافة. وتابع بأن المحادثات ستتطرق كذلك إلى تهدئة الأوضاع في ملفات شائكة مثل العراق، اليمن، وسوريا.
شراكة قديمة تتجدد برؤية جديدة
وفي ما يخص العلاقات الثنائية، أشار الحبابي إلى أن الشراكة السعودية-الأمريكية ليست وليدة اللحظة، بل تستند إلى تاريخ طويل من التعاون في ملفات الطاقة والدفاع، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ما تزال تُعوّل على السعودية كدولة محورية في التوازن الإقليمي.
النووي السلمي بدون تطبيع
وحول الملف النووي، قال الحبابي إن السعودية ماضية في تطوير برنامج نووي سلمي، لكن دون ربط ذلك بملف التطبيع مع إسرائيل، وهو ما يمثل موقفًا مستقلًا في السياسة الخارجية السعودية.
احتمال اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية
وتوقع الحبابي أن يُطلق ترامب “إعلانًا كبيرًا” خلال زيارته، قد يتمثل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية والدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة، وهي خطوة قد تعيد رسم خريطة المنطقة سياسيًا وتنقلها من التوتر إلى مرحلة اقتصادية جديدة.
لقاء مرتقب بين ترامب والشرع
وفي تطور لافت، أشار الحبابي إلى لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي والرئيس السوري أحمد الشرع، قد يتم خلال هذه الجولة. وذكر أن المباحثات بين الجانبين قد تشمل اتفاقًا حول المعادن والبنية التحتية، حيث تعرض سوريا شراكة استراتيجية تتضمن تعاونًا أمريكيًا في إعادة الإعمار، بموازاة جهود تركية.
كما تطرق إلى احتمال تناول ملف التطبيع، مشيرًا إلى أن الرئيس الشرع لم يُبدِ رفضًا مبدئيًا لذلك، مما يعكس انفتاحًا في المواقف السياسية.
ترامب وتركيا: إعجاب بالواقعية السياسية
وفي سياق متصل، لم يستبعد الحبابي أن يقوم ترامب بزيارة إلى تركيا، مشيرًا إلى “إعجابه بأسلوب الرئيس رجب طيب أردوغان في إدارة التوازنات السياسية”. وأضاف أن اجتماعًا ثلاثيًا بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا برعاية تركية قد يكون مطروحًا، في محاولة لتقريب وجهات النظر بشأن الحرب الأوكرانية.
خاتمة: الخليج على موعد مع تحولات استراتيجية
زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل قد تشكل نقطة تحول في العلاقات الدولية، وفي المشهد الإقليمي ككل. من الملفات الأمنية إلى التنمية الاقتصادية، ومن العلاقات الثنائية إلى القضايا الدولية، تُظهر هذه الزيارة أن الخليج بات مركزًا لصياغة المستقبل في منطقة تعج بالتحديات.
سبوتنيك عربي