فوبيا الإصابة بالعين الشريرة.. ما حقيقتها؟
في غرب إفريقيا، يُعزى العديد من الصعوبات الحياتية والأمراض المستعصية إلى الإصابة بما يُعرف “بالعين الشريرة”. يعتقد الكثيرون أن هذه العين تمتلك قوة يمكن أن تغير مجرى حياة الشخص بشكل مفاجئ، وتتجلى هذه المعتقدات في طرق العلاج التي يتبعها الناس وكذلك في أحاديثهم وسلوكياتهم اليومية، حيث يرافقها شعور بالخوف من تأثيراتها السلبية.
وفقًا للمعتقدات الشعبية في هذه المنطقة، يُقال إن الإصابة بالعين الشريرة تحدث عندما يلتقي الشخص بمن يمتلك قدرات خاصة على الحسد، وتُسمى هذه الفئة بـ”العيانين”، الذين يقصدون إلحاق الأذى بالأفراد وأسرهم وأرزاقهم. هؤلاء العيانون يُعتبرون منبوذين في المجتمع، إذ يتجنب الجميع التعامل معهم، ويخفي الأفراد نعمهم وأطفالهم عند وجودهم.
العين الشريرة: قوة مدمرة
يرتبط تدهور الأحوال الصحية والاقتصادية والاجتماعية للكثير من الأشخاص في غرب إفريقيا بالإصابة بالعين الشريرة، ويكون أول تفسير يقدمه المحيطون بالشخص الذي يواجه صعوبة صحية أو اقتصادية هو أنه تعرض لهذه العين.
في هذا السياق، تقول هاوا غاي (ربة بيت): “العين الشريرة هي التفسير الوحيد لما نواجهه من صعوبات أو أمراض تظهر بلا سبب. هناك من يراقبك فقط لكي يؤذيك، وهذه ليست خرافة، فالعيون الشريرة لها قوة مدمرة وقدرة على قتل الشخص.”
وتضيف في حديثها لـ”العربية نت”: “العين الشريرة تؤثر على حيوية الشخص وصحته ونجاحه. قد تؤدي إلى تدهور المحاصيل الزراعية أو انهيار التجارة أو انقطاع الحليب من ثدي الأم المرضعة، كما قد تُصاب الطفل بهزال شديد دون سبب واضح.”
أعراض العين الشريرة وعلاجها
ترى هاوا أن تأثيرات العين الشريرة يمكن أن تمتد إلى انهيار العلاقات الزوجية وفقدان الوظائف. ومن أكثر الأعراض شيوعًا للإصابة بالعين الشريرة هي النعاس المفرط، التثاؤب المستمر، وفقدان التركيز. أما الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه العين فهم الأفراد الأصحاء، الأشخاص الجماليون، الأغنياء، الأطفال، والنساء الحوامل.
للوقاية من العين الشريرة، يستخدم سكان غرب إفريقيا العديد من الطرق التقليدية، مثل استخدام الحناء والكحل للنساء، وارتداء خرز زجاجي أزرق مزين بنقطة بيضاء وأخرى سوداء في المنتصف. كما يلجأون إلى استخدام البخور بكثرة ويرتدون تمائم حول الرقبة والصدر لحمايتهم من تأثيرات العين الشريرة.
العربية نت