الأمم المتحدة تطلق من دمشق «استراتيجية التعافي المبكر» في سورية
أطلقت الأمم المتحدة “استراتيجية التعافي المبكر” في جميع أنحاء سوريا، التي تمتد لخمس سنوات، بهدف دعم الشعب السوري بغض النظر عن مكان إقامته. وتشمل الاستراتيجية أربعة مجالات رئيسية تتكامل وتدعم بعضها البعض: الصحة والتغذية، التعليم، المياه والصرف الصحي، وفرص سبل العيش المستدامة. وأكدت الأمم المتحدة أن الوصول المستدام إلى الكهرباء هو عنصر أساسي لإنجاح هذه الجهود وتعزيز التعافي الفاعل والمستدام.
وفي تصريحات له خلال مؤتمر صحفي في دمشق، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، إن الأزمة المستمرة في البلاد منذ عام 2011 قد خلفت آثارًا مدمرة على الشعب السوري، خاصةً الفئات الأكثر ضعفًا مثل النازحين. وذكر أن هذه الظروف أسفرت عن احتياجات إنسانية طويلة الأمد ومتعددة الأوجه.
وأشار عبد المولى إلى أن مؤشرات التنمية في سوريا قد تراجعت بشكل كبير، حيث لا يزال أكثر من مليون و700 ألف شخص في عام 2024 بحاجة إلى مساعدات إنسانية مستمرة. وأكد أن تقديم المساعدات الإنسانية، رغم ضرورته، لا يكفي لبناء القدرة على الصمود وتحقيق تعافي مستدام وشامل في البلاد.
وتستند “استراتيجية التعافي المبكر” للفترة من 2024 إلى 2028 إلى نهج يعتمد على المناطق، حيث تركز على تخطيط وتنفيذ برامج تأخذ في الاعتبار الاحتياجات المحلية وتتناسب مع الظروف العملية في مختلف المناطق السورية. كما تتضمن الاستراتيجية تعزيز القدرات المحلية لتخفيف الاعتماد على المساعدات الإنسانية وتقليل تكاليفها على المدى الطويل.
وأوضح عبد المولى أن الاستراتيجية تتضمن أربعة مجالات أساسية تعزز بعضها البعض، وتشمل: الصحة والتغذية، حيث يتم التركيز على إنقاذ الأرواح وتعزيز رفاه الأشخاص؛ التعليم، الذي يعد أساسيًا لبناء رأس المال البشري وتعزيز التماسك الاجتماعي؛ المياه والصرف الصحي، لضمان تحسين الصحة العامة والحد من الأمراض؛ وأخيرًا فرص سبل العيش المستدامة، التي تساهم في إعادة بناء الاقتصاد المحلي وتعزيز مرونة المجتمعات.
وأكد عبد المولى أن هذه المجالات جميعها تعتمد على توفر الكهرباء بشكل موثوق، لأنها تشكل الأساس الضروري لكل هذه الجهود.
وأشار إلى أن تنفيذ الاستراتيجية سيكون منسقًا عبر البنية الحالية للعمل الإنساني في سوريا، حيث ستشرف مجموعة من الجهات المعنية على التنسيق على المستويين الاستراتيجي والفني، بما في ذلك تنسيق الجهود بين القطاعات المختلفة على مستوى سوريا.
وفيما يتعلق بالصندوق المخصص لدعم “استراتيجية التعافي المبكر”، قال عبد المولى إنه سيكون أداة مرنة وفعّالة من حيث التكلفة، تمكّن من تقديم الدعم اللازم للتدخلات الإنسانية على المدى المتوسط. وتابع أن هذا الصندوق سيتوفر لجميع الشركاء المشاركين في الاستراتيجية في جميع أنحاء سوريا.
وفي رده على سؤال حول إمكانية تنفيذ مشاريع في محافظة القنيطرة وسط التوترات هناك، أكد عبد المولى أنه يجب إجراء تقييم للوضع المحلي في المنطقة قبل اتخاذ أي خطوات في إطار استراتيجية التعافي المبكر.
وفي ختام تصريحاته، دعا عبد المولى المانحين إلى تقديم الدعم المالي لصندوق التعافي المبكر، مشيرًا إلى أن تعافي اللاجئين والنازحين لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفير الأساسيات مثل المدارس والمياه الصالحة للشرب في المناطق المتضررة.
الوطن