واشنطن تهدد غوتيريش بسبب “إسرائيل”
تصاعدت الحرب الدبلوماسية بين “إسرائيل” ومنظمة الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش، حيث دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة لدعم إسرائيل، مهددة المنظمة الدولية بتخفيض التمويل إذا تعرضت إسرائيل لأي إجراءات تقييدية داخل المنظمة.
ووفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، وقع أكثر من 100 عضو في الكونغرس الأمريكي على رسالة تحذر غوتيريش من أن الولايات المتحدة ستقلص دعمها المالي للأمم المتحدة في حال تم تقليص دور إسرائيل داخل المنظمة. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الخلافات بين الطرفين على خلفية جرائم الحرب التي تتهم إسرائيل بارتكابها ضد الفلسطينيين في غزة.
اشتعلت الخلافات بشكل أكبر عندما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، غوتيريش بأنه “شخص غير مرغوب فيه” بسبب انتقاد الأخير لعمليات إسرائيل العسكرية، خاصة استهداف مقرات وكالة الأونروا. تفاقمت الأزمة عندما اتهم كاتس غوتيريش والأونروا بالتواطؤ في جرائم حرب، وذلك بعد مقتل أحد موظفي الأونروا في غارة إسرائيلية على غزة.
الرسالة الأمريكية، التي قادها النائبان مايك لولر وجاريد موسكوفيتز، جاءت لتصعيد التوتر، حيث تضمنت تهديدًا واضحًا بقطع التمويل عن الأمم المتحدة إذا تم تقييد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة. هذه الرسالة جاءت بعد أن رصدت الولايات المتحدة تحركات داخل الأمم المتحدة تستهدف اتخاذ إجراءات جديدة ضد إسرائيل، بما في ذلك مطالبة محكمة العدل الدولية بانسحاب كامل لإسرائيل من الضفة الغربية.
وأعربت الرسالة عن استياء النواب الأمريكيين من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعم تنفيذ رأي استشاري لمحكمة العدل الدولية يدعو لانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية، متهمة المنظمة بالتحيز ضد إسرائيل. كما ذكّرت الرسالة بأن الولايات المتحدة هي الممول الأكبر للأمم المتحدة، حيث تشكل مساهماتها نحو ثلث الميزانية الجماعية للمنظمة، مما يعزز الضغط على غوتيريش للامتناع عن انتقاد إسرائيل.
هذه الأزمة ليست جديدة، حيث تشتعل كلما انتقدت الأمم المتحدة إسرائيل أو دعمت حقوق الفلسطينيين. ومن بين الأحداث التي أثارت جدلاً واسعاً قيام المندوب الإسرائيلي جلعاد أردان بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة في الجمعية العامة احتجاجًا على دعم 143 دولة حق فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة.
الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إسكات أصوات الانتقاد الدولي لجرائم الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، سواء في غزة أو في مؤسسات مثل الأونروا، وتريدان من الأمم المتحدة أن تكون شاهد زور على هذه الانتهاكات.
في ظل هذه التطورات، يثار تساؤل حول قدرة الأمم المتحدة على الدفاع عن نفسها ومؤسساتها أمام هذه الهجمات الإسرائيلية، ومدى قدرتها على الحفاظ على دورها كحامي للسلام والأمن الدوليين. على مجلس الأمن والجمعية العامة تحمل مسؤولياتهما لضمان حماية القانون الدولي وسيادة الدول.
هاشتاغ سوريا