ما هو “طلاق النوم” وكيف يؤثر على علاقة الأزواج؟
لم تعد “إجازة الزوجين” مجرد فترة للاسترخاء بعيدًا عن روتين العمل المرهق، بل أصبحت أيضًا وسيلة لـ”توقف الحميمية الليلية”. وفقًا لتقرير هيلتون حول الاتجاهات الأكثر شيوعًا لعام 2025، ظهرت موضة جديدة تُعرف باسم “طلاق النوم”، التي أصبحت شائعة بين الأزواج الذين يسعون للحصول على قسط كافٍ من النوم.
وفي هذا السياق، أفاد 63% من المسافرين أنهم ينامون بشكل أفضل عند النوم بمفردهم. وأشارت مجموعة من الجهات المستضيفة إلى أن 37% من هؤلاء المسافرين يفضلون النوم في أسرّة منفصلة أثناء العطلة، خصوصًا عند السفر مع الأطفال. وجاء في تقرير هيلتون أن “ثلاثة من كل أربعة مسافرين يعتقدون أن النوم بعيدًا عن أطفالهم أثناء السفر هو الخيار الأفضل”، حسبما ذكرت صحيفة “ذا إندبندنت”.
على الرغم من الاسم المضلل، فإن الأزواج الذين يتبعون “طلاق النوم” لا ينفصلون خلال النهار. في الواقع، يمكن أن يُفيد هذا الاتجاه العلاقة الزوجية إذا كان الزوجان يواجهان صعوبة في الحصول على نوم جيد ليلاً، سواء كانا في إجازة أو لا، وفقًا للدراسة.
استطلاع للرأي أجرته الأكاديمية الأمريكية لطب النوم (AASM) في عام 2023 أظهر أن أكثر من ثلث الأمريكيين يمارسون “طلاق النوم” حتى عندما لا يكونون في عطلة. ويعني ذلك أن الأزواج ينتقلون “بشكل منتظم” أو “أحيانًا” إلى غرف مختلفة بحثًا عن الراحة.
أظهر التقرير أن الرجال أكثر عرضة (45%) للنوم على الأريكة أو في غرفة الضيوف، مما يترك غرفة النوم لنظيراتهم من النساء، حيث أفادت 25% من النساء أنهن ينتقلن عادةً من غرفة إلى أخرى بينما يبقى أزواجهن في السرير.
الدكتورة سيما خوسلا، أخصائية أمراض الرئة والمتحدثة باسم الجمعية الأمريكية للطب النفسي، أكدت أن الأزواج المحرومين من النوم يميلون إلى الانخراط في مشاجرات والشعور بالاستياء تجاه بعضهم البعض نتيجة قلة الراحة. وأوضحت أن “الحصول على ليلة نوم جيدة مهم للصحة والسعادة، لذا ليس من الغريب أن يختار بعض الأزواج النوم بشكل منفصل لتحسين رفاهيتهم العامة”.
في حديثها لقناة فوكس، قامت ستايسي ثيري، مستشارة الصحة العقلية عن بُعد، بشرح فوائد وعيوب “طلاق النوم” أثناء السفر، مؤكدة أن تحسين جودة النوم يمكن أن يؤثر إيجابيًا على العلاقة ويقلل من حدوث المشاحنات والإحباط.
وأشارت إلى أن “طلاق النوم يمكن أن يعزز الاتصال بين الأزواج، حيث أفاد البعض أنهم يشعرون بالقرب من بعضهم لأنهم لا يستيقظون مستائين بعد ليلة نوم سيئة”. ومع ذلك، نبهت ثيري إلى أن “طلاق النوم” قد يمنع الأزواج أيضًا من الانخراط في لحظات القرب العفوي، مما يقلل من أهمية الحميمية في العلاقة.
يمكّن “طلاق النوم” الأزواج من استكشاف أساليب تناسبهم بشكل أفضل، بدلاً من الالتزام بعادات النوم التقليدية. وبالتالي، يمكن أن يتحسن التواصل واللحظات الحميمية عندما لا ينام الزوجان في نفس السرير كل ليلة.
وافقت كارولينا جونكالفيس، الصيدلانية المشرفة في “فارميكا”، على أن هذا الاتجاه قد يزيد من قرب الزوجين بدلاً من الإضرار بعلاقتهم، مشيرة إلى أن “النوم في أسرّة منفصلة يوفر للأزواج فرصة لتقدير حميمية النوم معًا”. وأضافت أن “المسافة الجسدية من النوم في أسرّة منفصلة يمكن أن تعزز الشوق والرغبة، مما يساهم في علاقة أكثر شغفًا وإشباعًا”.
عربي لايت