خبير اقتصادي : عقارات دمشق الأغلى عالمياً مقارنة بمتوسط دخل الفرد!
صرّح الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضيلة لصحيفة “البعث” بأن أسعار العقارات في دمشق تعدّ الأغلى نسبياً على مستوى العالم، إذا ما تمت مقارنتها بمتوسط دخل الفرد السنوي وأسعار السلع والأصول الأخرى (باستثناء السيارات).
وأشار فضيلة إلى أن هناك عدة عوامل تسهم في هذا الارتفاع، من أبرزها ضيق المساحات الصالحة للبناء، وضعف البنية التحتية، وقلة الخدمات خارج حدود المدينة.
هذا الوضع يعوق توسع دمشق، بالإضافة إلى الكثافة السكانية العالية، حيث يسكن في دمشق نصف سكان سورية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
كما أن ارتفاع تكاليف التراخيص وصعوبة الحصول عليها إلا بتكاليف إضافية وغير رسمية يُعد عاملاً آخر يزيد من تكلفة العقارات.
وأوضح فضيلة أن التركيز السكاني في دمشق يعود لعدة أسباب، منها وجود الهيئات الحكومية الرئيسية، والمطار الدولي، وقربها من الحدود مع الأردن ولبنان، مما يجعل من الطبيعي أن تكون أسعار العقارات فيها مرتفعة جداً.
كما أضاف أن ارتفاع أسعار العقارات يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع الإيجارات، حيث تُحتسب عادة كنسبة من قيمة العقار. هذا إلى جانب ارتفاع الطلب على الإيجار.
وأكد فضيلة أن الدولة غير قادرة على التدخل المباشر في هذا الأمر، لأن فرض تسعيرات على المالكين قد يؤدي إلى امتناعهم عن البيع أو التأجير، ما يجعل السوق يعتمد بشكل أساسي على العرض والطلب.
كما أن سعر الصرف يؤثر على أسعار العقارات والإيجارات، لكنه ليس العامل الوحيد، فالفجوة بين العرض المحدود والطلب المتزايد هي الأكثر تأثيراً.
ويرى فضيلة أن الحل لهذه المشكلة، سواء في دمشق أو في المدن الأخرى التي تعاني من كثافة سكانية مرتفعة، يتطلب خطوات عملية تشمل إعادة هيكلة الأنشطة الاقتصادية والخدمية على مستوى البلاد.
ويؤكد على أهمية تحقيق التنمية المتوازنة والشاملة لكافة المناطق السورية، وتطوير استراتيجيات لتوفير السكن الاقتصادي باستخدام تقنيات بناء أقل تكلفة، كما هو شائع في العديد من دول العالم.
المشهد