معمل إسمنت طرطوس.. هل نقول وداعاً لكروم الزيتون؟
غبار معمل إسمنت طرطوس أصبح مصدر قلق كبير لسكان القرى المجاورة، مثل حصين البحر والسودا، حيث يعانون من الأضرار الناجمة عن التلوث المستمر، خاصة مرضى الربو الذين يواجهون ظروفًا صعبة دون وجود أي حلول قريبة رغم الوعود المتكررة.
المهندس سالم عيسى، المدير العام السابق للمعمل، وصف تشغيل المعمل بهذه الطريقة بأنه “دمار للبيئة وللسكان”. وأشار في تصريحاته لصحيفة “البعث” إلى أن المرسبات الكهربائية التي تم شراؤها منذ 10 سنوات لم تُشغل بحجة أن أول أوكسيد الكربون يعوق عملها. وطرح تساؤلاً حول مصير السكان ومحاصيلهم الزراعية في ظل هذا التلوث المتفاقم. وأكد أنه في حال عدم قدرة وزارة الصناعة على استملاك البلوك رقم 3، فإن تشغيل المعمل بدون المرسبات الكهربائية يهدد صحة سكان ثلاث قرى وأرزاقهم، وقد يؤدي إلى تهجيرهم.
كما حذر عيسى من أن استمرار الوضع كما هو الآن سيؤدي إلى تدمير كروم الزيتون والمناظر الطبيعية الخلابة في المناطق المحيطة بالمعمل، مطالبًا بوقف التشغيل حتى يتم توفير مواد آمنة للحفاظ على البيئة والسكان.
من جهته، أشار معاون مدير صحة طرطوس السابق، عيسى حسن، إلى أن الخسائر الناجمة عن التلوث الذي يسببه المعمل تفوق العائدات الاقتصادية. وفي تصريح سابق لصحيفة “الثورة” عام 2020، أوضح أن الأمراض الناجمة عن التلوث مثل سرطانات وآفات الرئة والقلب تفوق بكثير أرباح إنتاج الإسمنت، مشيرًا إلى أنه ترك قرية حصين البحر بسبب إصابة عائلته بمشاكل تنفسية نتيجة التلوث.
ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة حول ارتباط المعمل بزيادة حالات الإصابة بالسرطان، فإن محافظة طرطوس تتصدر قائمة المحافظات السورية من حيث عدد المصابين بالمرض، وفقًا لبيانات وزارة الصحة. وتُظهر الإحصائيات أن أكثر الأمراض انتشارًا في طرطوس تشمل سرطانات الجهاز الهضمي والبولي والثدي. ولكن الأسباب الحقيقية لانتشار هذه الأمراض ما زالت غير معروفة، في ظل غياب الحلول أو الدراسات العلمية التي تربط بين التلوث وارتفاع نسب الإصابة.