ليلة واحدة من قلة النوم تؤثر على الدماغ لمدة أسبوعين!
تظهر دراسة حديثة أن قلة النوم أو المزاج السيئ قد يترك آثارًا سلبية على الدماغ تستمر لأكثر من أسبوعين.
فقد اكتشف الباحثون أن أدمغتنا تستجيب لتجارب الحياة بشكل تدريجي، وليس بشكل فوري، مما يعني أن اضطرابات النوم في فترة معينة يمكن أن تؤثر على مستوى الانتباه والذاكرة والإدراك في الأسابيع التالية.
ضمن هذه الدراسة طويلة الأمد، قام العلماء بتتبع نشاط الدماغ وسلوك الأفراد على مدى خمسة أشهر باستخدام عمليات المسح والبيانات المستخلصة من الأجهزة القابلة للارتداء والهواتف الذكية.
ووجدوا أن قلة النوم تؤثر على التركيز، لكن تأثيرها يكون أقل من أسبوع. في المقابل، قد تستمر آثار الإرهاق على مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة والانتباه لفترة تصل إلى 15 يومًا.
كما أظهرت التحليلات أن ممارسة الرياضة يمكن أن تترك تأثيرًا إيجابيًا يدوم حتى أسبوعين، مما يعزز الذاكرة والإدراك.
حتى التغيرات البسيطة في المزاج ومعدل ضربات القلب يمكن أن تستمر آثارها لفترة تصل إلى 15 يومًا.
أُجريت هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة Plos Biology، بواسطة باحثين من جامعة ألتو وجامعة أولو في فنلندا. وأوضح الفريق البحثي أن العوامل المختلفة، مثل جودة النوم ومستوى النشاط البدني وتفاعلاتنا الاجتماعية، تؤثر على حالة أدمغتنا على مدى فترات زمنية مختلفة، من ميلي ثانية إلى أيام.
وأشار الباحثون إلى أن نتائجهم تؤكد على أهمية فهم العلاقة بين نشاط الدماغ والعوامل البيئية والتغيرات السلوكية.
وقالت قائدة الدراسة آنا تريانا إن البحث يكشف كيف تتشكل سلوكياتنا وحالاتنا العقلية من خلال البيئة والتجارب، وأنه يجب أن نربط بيانات الحياة اليومية بالدراسات المختبرية لفهم التأثيرات بشكل أفضل.
هذا البحث يعد فريدًا من نوعه حيث يتضمن متابعة تفصيلية لفترات زمنية طويلة، مما قد يؤدي إلى تطوير أساليب جديدة في الرعاية الصحية الشخصية والتدخلات المبكرة.
