الاخبار

إيران وإسرائيل.. قواعد اللعبة “لم تعد واضحة”

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، عادتا إلى “حرب الظل” التي طبعت صراعهما لسنوات، ولكن الهجمات المباشرة الأخيرة على أراضي كل منهما زادت من احتمال وقوع أخطاء تقديرية خطيرة.

بعد “ضربة إسرائيلية محدودة” على إيران كرد فعل على هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، تحدث القادة في طهران عن ضرورة “وقف التصعيد”، وفقًا لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وحسب نفس الصحيفة، فإن الهجوم الإسرائيلي بالقرب من أصفهان يمكن أن يكون بمثابة “مخرج” من تصاعد الصراع بين العدوين.

لم تسفر الضربة عن أضرار جسيمة، وقلل الطرفان من أهميتها، حيث يبدو أن أيا منهما لا يرغب في تصعيد الأمور إلى حرب مفتوحة.

من جانبها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصدر استخباراتي إقليمي أن الضربات المباشرة بين إيران وإسرائيل قد انتهت.

وتحدث عن هجوم الجمعة الذي نسبه مسؤولون أميركيون لإسرائيل، قائلاً إنه لا يتوقع أن ترد إيران، دون ذكر تفاصيل حول السبب.

فيما لم يؤكد أو ينفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ضلوع إسرائيل في الهجوم، قائلاً: “لا تعليق”.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن الضربة بالقرب من أصفهان كانت إشارة إلى قدرة إسرائيل على استهداف مواقع مهمة في إيران، بما في ذلك المنشآت النووية.

أفادت “سي إن إن” أيضًا أن معظم الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية تم إسقاطها قبل وصولها إلى إسرائيل. وأشار مصدر استخباراتي إلى أن الضربات المباشرة بين الدولتين قد توقفت.

من ناحية أخرى، سعت إيران للتقليل من أهمية الهجوم، حيث قال مسؤول كبير لوكالة “رويترز” إن طهران ليس لديها خطط للرد الفوري، ولم يتم التأكد من الجهة الخارجية المسؤولة عن الهجوم.

وأفاد محلل إيراني أن الطائرات المسيرة الصغيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها “متسللون من داخل إيران”.

تأتي هذه التطورات في ظل ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة على إسرائيل للحد من التوترات مع إيران، بينما تتعرض إسرائيل لضغوط مستمرة بسبب الحرب ضد حماس في قطاع غزة.

من ناحية أخرى، إيران لديها دوافع لنزع فتيل الأزمة الحالية والعودة إلى استراتيجيتها السابقة في “الحرب غير المتماثلة” نظرًا لأن قدراتها العسكرية لا تتناسب مع حرب تقليدية واسعة النطاق.

إيران تمتلك أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في المنطقة، لكن هناك مشكلات ظهرت خلال هجومها الأخير على إسرائيل، ما كشف عن خلل تقني وأخطاء في هذه الأنظمة التي كانت تحاط بهالة إعلامية من القوة.

أدى هذا الوضع إلى تجميد “الضربات المتبادلة” التي تخشى الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج من أن تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

إن احتمال تحول عقود من العداء بين إيران وإسرائيل إلى حرب مفتوحة بات هاجسًا للمجتمع الدولي، خصوصًا في ظل الحرب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي في غزة بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر.

وفي حين أن الطرفين اعتادا على “حرب الظل”، إلا أن الضربات المباشرة قد تكشف عن مرحلة جديدة أكثر خطورة.

قال الجنرال عساف أوريون، باحث بارز في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، إن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا مع حدود متعددة لهذه اللعبة الطويلة، مضيفًا: “نحن في مرحلة جديدة أكثر خطورة مما كنا عليه من قبل”.

الهجوم الإيراني على إسرائيل أثار جدلًا حول ما إذا كانت “الضربات المتبادلة” ستتوقف أم لا. إسرائيل هددت برد غير مسبوق، فيما اعتبرت إيران الأمر منتهيًا.

هذه التطورات تعكس “الواقع الجديد” في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على إسرائيل والرد الإسرائيلي في غزة.

على مدار سنوات، اعتمدت إيران على شبكة من المليشيات المتحالفة معها في جميع أنحاء المنطقة للقيام بعمليات بالوكالة، بينما اشتبهت إسرائيل في قيامها بقتل علماء نوويين إيرانيين وشن مئات الغارات الجوية على مواقع إيرانية وشركائها المسلحين، خاصة في سوريا.

استخدام إيران للمليشيات هو جزء من استراتيجيتها لطرد الولايات المتحدة من المنطقة والضغط على إسرائيل، بينما تبقى بعيدة عن القتال المباشر.

تشكل هذه المليشيات “محور المقاومة”، الذي يضم حماس والجهاد الإسلامي في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وعدة جماعات مسلحة في العراق وسوريا.

تشير الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية داخل وخارج إيران إلى تحول الصراع إلى مرحلة جديدة، وقد قال خبراء إن هذا الوضع الجديد قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد.

وقد أثارت الضربات تساؤلات حول “عقيدة الأخطبوط”، حيث شنت إسرائيل هجمات على أهداف إيرانية متعددة.

وعلى الرغم من أن الجانبين قد يعودان إلى “حرب الظل” البحتة، فإن خطر حدوث تصعيد أكبر لا يزال قائمًا.

بحسب الأكاديمية داليا داسا كاي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، فإن العودة إلى الاستقرار الكامل ستكون صعبة، وقد يحتاج الجانبان إلى وقت لفهم القواعد الجديدة للصراع.

وأضافت كاي، وهي المديرة السابقة لمركز سياسة الشرق الأوسط العامة بمؤسسة “راند”، أنه “في هذه المرحلة الجديدة، قد يكون هناك اختبار من الطرفين لمعرفة الحدود”. وأشارت إلى أن “الأسابيع والأشهر القادمة قد تكون فترة غير مستقرة للغاية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى