اخبار سريعة

الدمشقيون يقيمون “التكريزة”… وداعا لـ “شعبان” وترحيبا بـ “رمضان”.. شاهد!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

على ضفاف نهر بردى، اعتاد سكان العاصمة السورية دمشق إقامة العراضات الشامية والاحتفالات الشعبية في الأسبوع الأخير من شهر شعبان، في استعداد مبكر لدخول شهر الصوم “رمضان” عند المسلمين.
في هذه المناسبة الخاصة بأهالي دمشق، يرتدي البعض الألبسة التقليدية ويجلسون بشكل تجمعات يتسامرون ويأكلون ويشربون أطايب الطعام الدمشقي، مع سرديات للحكايا التراثية.
يعود أبو وليد بذاكرته لأيام الشباب ويتحدث لـ”سبوتنيك” عن طقوس هذا اليوم الدمشقي، قائلاً: “تكريزة رمضان من عادات أهل الشام القديمة المتوارثة، وتكون آخر يوم من شهر شعبان، حيث اعتاد جميع أفراد العائلة والأصدقاء أو الجيران في الحيّ أن يخرجوا مع بعضهم في نزهات و(سيارين)، يتشاركون فيها إعداد وتناول وجبات الفطور والغداء والعشاء فتبقى لهم كذكرى جميلة لاستقبال شهر الخير رمضان”.

من جهتها قالت سمر أثناء مشاركتها في “التكريزة” في حي (الربوة)، لـ”سبوتنيك”: “كان سكان دمشق يقومون خلال التكريزة بنزهات في الغوطة الشرقية والربوة وغيرها من المناطق المحيطة بالعاصمة، إذ تبدأ النزهة في النهار وتنتهي بعد العصر، وتتولى النساء إعداد الطعام فيما يكون الرجال والشباب بين ورق اللعب وطاولة الزهر، وقد يساهم البعض بإعداد الطعام، على وقع وصلات غنائية ومواويل شعبية”.
تحدثت شيرين لـ”سبوتنيك” عن جمعتها مع أسرتها خلال التكريزة: “الحرب حرمتنا هذه الأجواء في البداية، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة نتيجة الحصار الاقتصادي جعلا معظم السوريين يختصرون الكثير من العادات والتقاليد”.
وأضافت شيرين: “اليوم بات معظم السوريين بلا قدرة على توفير تكاليف السيران وتحضيراللحوم، ورغم ذلك ما زال الدمشقيون يمارسون طقوس توديع شعبان واستقبال رمضان بالتكريزة ولكن بشكل أبسط”، مستطردةً بقولها: “بمعنى، أصبحت العائلة تحضر الطعام والشراب والأركيلة من منزلها، فالمهم هي جمعة الناس وسماع الأناشيد التراثية الدمشقية”.

فاتن من مؤسسة اللوجي للسياحة، قالت عن التكريزة الدمشقية إن:
“لكل مدينة طقوسها وعاداتها الخاصة في شهر رمضان تعتبر من تراث الشهر المبارك، وكان لمدينة دمشق تقليد خاص بها أطلق عليه اسم “تكريزة رمضان، ما لبثت أن انتشرت في بعض المدن السورية الأخرى أيضا”.
وأشارت فاتن إلى أن عائلات دمشق تقوم بالتكريزة كنوع من المحافظة على تقاليد الآباء والأجداد، وللتأكيد على صلة الرحم والقربى.
ويرجح بعض المؤرخين أن “التكريزة” كلمة سورية قديمة، وبعضهم حولها إلى “كزدورة” ولكن من المعروف أن “الكزدورة” مشوار قصير المسافة، على حين “التكريزة” تتم على مسافات طويلة، حيث يخرج السكان إلى مصايف الربوة ودمر والهامة وقد يبتعدون إلى عين الفيجة وأشرفية الوادي.
ويفضل أكثر الناس إقامة “التكريزة” على ضفاف الأنهار وينابيع بقين والزبداني غرب دمشق.
ويقول المؤرخين أن هذه الطقوس تكون قبل حلول شهر رمضان بخمسة عشر يوماً تقريباً، أو أقل من ذلك.
ويفضل في هذه الرحلة نوعية الأطعمة التي تختلف عما يؤكل في رمضان والتي تحتوي على زيت الزيتون كالمجدرة واللوبية والتبولة والفتوش، وأكلات المقالي ولا بد في السيران من أكلات مشاوي اللحوم ومحتويات الخروف كالكبد والطحال والكلاوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى