اخبار سريعة

زيت الزيتون والمضاربات التي تقصم ظهر المستهلك

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أعلن  اتحاد الفلاحين ببيع عبوات زيت الزيتون المكونة من 16 ليتراً بالتقسيط للموظفين بسعر مليون وسبعمئة ألف ليرة، مع تأكيده على أن السعر لايتضمن فوائد التقسيط ولا هوامش ربح، وإنما حسنة وهدية لأتعابهم إلى الموظفين.

السؤال الذي يطرح نفسه من أين اشترى اتحاد الفلاحين زيته، وهل دفع بالفعل الأسعار التي حددها أم أنه عصر الزيت من بساتينه أم أراد أن يكحلها فعماها وفقاً لموقع غلوبال.

ويبدو أن التجار لم يكتفوا برفع أسعار زيت الزيتون إلى أكثر من خمسة أضعاف سعره في العام الماضي، حيث قاموا بسحب كل الكميات المعروضة للبيع في معاصر الزيتون تحت ضغط تكاليف أجرة جني المحصول وأجور العصر وثمن عبوات التنك أو البيدونات والتي وضعت المنتجين تحت ضغوط مادية غير مسبوقة.

وكان السعر المتداول حتى الآن لايتجاوز المليون والمئتي ألف ليرة للبيدون أو التنكه، وهذا الرقم يعادل رواتب الموظف لستة أشهر على الأقل، ونتيجة لضعف الطلب على المادة بسبب انخفاض القدرة الشرائية للشرائح الأوسع من الأسر السورية التي باتت تشتري المادة بالكيلو وأحياناً بأجزاء الكيلو، ضغط المصدرون للحصول عن موافقة الجهات المعنية لتصدير خمسة آلاف طن من الزيت المفلتر والمعبأ بعبوات لاتزيد على خمسة ليترات.

وبدأت الشائعات تتصاعد في الشارع السوري عن إمكانية غلاء زيت الزيتون كأي مادة يتم السماح بتصدير أي كمية منها، لكن مع ذلك حافظ الزيت على سعره كما كان في بداية الموسم، خاصة وأن أسعار زيت عباد الشمس قد انخفض بشكل ملحوظ وبات الليتر يباع بين عشرين إلى اثنين وعشرين ألفاً وهو يؤثر بشكل أو بآخر على تخفيض أسعار زيت الزيتون كبديل عنه لمن لايستطيع اللحاق بموجة الأسعار.

والموضوع غاية في الخطورة ويرى الكثيرون أن إعلان الاتحاد عن هذه المبادرة غير الموفقة، إما لأنهم خضعوا لتضليل بعض التجار وطرحوا سعراً عالياً ليبرر للتجار الذين اشتروا الزيت وخزنوه رفع أسعارهم، أو أنهم يريدون استثمار أموالهم والحصول على أرباح وفوائد وهذا من حقهم طبعاً ولكن عليهم ألا يتبرأوا من ذلك، لأن سعر زيت الزيتون في الأسواق المحلية أقل من أسعارهم بكثير، لا بل أن سعر زيت الزيتون في الأسواق العالمية بات أرخص بكثير.

لاأحد يلوم اتحاد الفلاحين إن أعلن عن هذه الأسعار المرتفعة لتحقيق هامش ربح مع الفوائد التي يمكن أن تلحق بالسعر، لكن أن يتبرأ من ذلك فهذا يتناقض مع الأسعار المتداولة للمادة، والتي قد ترتفع بقيمة مئة إلى مئتي ألف بالبيدون حسب منطقة الإنتاج وجودة الزيت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى