ما هو الغلوتين وكيف يؤثر على صحة الإنسان؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يتهافت العديد من الشخصيات الشهيرة حول العالم للابتعاد عن الغلوتين، وهو اتجاه غذائي حديث يلقى اهتماماً كبيراً.
من بين هؤلاء الشخصيات، نجد كورتني كارداشيان ومحمد صلاح، وجملة طويلة من المشاهير الذين يُعلنون عن استبعادهم لهذا العنصر من نظامهم الغذائي.
هل يستحق الأمر كل هذا الجدل؟ سنتناول في هذا المقال مفهوم الغلوتين وتأثيره على الصحة البشرية، ونتعرف على المصادر التي يتم الحصول على الغلوتين منها، إضافة إلى المنتجات التي تحتوي عليه وتلك التي لا تحتوي عليه، مع التركيز على فوائده وأضراره.
الغلوتين هو مجموعة من البروتينات النباتية التي تتواجد في الحبوب مثل القمح والجاودار والشوفان والشعير.
يتألف الغلوتين من نوعين رئيسيين من البروتينات، وهما الغلوتينين والغليادين، ويشكل نحو 80% من البروتين الموجود في بذرة القمح.
عند تعرض الغلوتين للحرارة، يشكل بروتيناته شبكة مرنة تحافظ على الرطوبة والنكهة في الأطعمة.
تميل بعض الآراء إلى وصف الغلوتين بأنه “الشرير الغذائي”، حيث يتهم بالتسبب في العديد من الأمراض.
ومع ذلك، يثير الاستفسار حول كيف استمتعت الأجيال على مدى آلاف السنين بتناول الحبوب، مثل القمح، دون أن يتم تصنيفها كسبب للأمراض الحديثة.

بعض الدراسات تشير إلى أن الحساسية تجاه غلوتين القمح يمكن أن تظهر في أي عمر، وتشمل أعراضها القشعريرة، والغثيان، والإسهال.
تعتبر الحبوب من أهم مصادر الغلوتين، ومنها القمح ونخالته، والشعير، والجاودار، والشقيم. وتشمل بعض المنتجات ذات الغلوتين وجبات الإفطار، والمعكرونة، والخبز، والبسكويت، وصلصة الصويا، إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى.
تظهر الحساسية تجاه الغلوتين على شكل أعراض مثل القشعريرة، والغثيان، والإسهال.
يُشجع الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الغلوتين على اتباع نظام غذائي خالٍ منه، وقد يشمل ذلك تناول الأرز، والدخن، والقطيفة، والكينوا، والحنطة السوداء، والبقوليات، والبطاطس، والصويا، والفواكه والخضروات.
بعض الفوائد المحتملة للغلوتين تشمل دعم الألياف، وتحفيز نشاط البكتيريا الجيدة في الأمعاء، والمساهمة في وقاية الجسم من السرطان.
أظهرت دراسة أجريت عام 2017 عدم وجود ارتباط بين استهلاك الغلوتين وخطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات هضمية.
تأثيرات الغلوتين على الصحة
تتفاعل أجسام الأفراد بطرق متفاوتة مع الغلوتين، حيث يشعر بعضهم بأنه سُمّ، مما يثير تفاعلًا مبالغًا من جهاز المناعة، ويتسبب في مهاجمة الجسم. في حالة استمرار تناول الغلوتين بدون علم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إحداث مشاكل صحية.
تتنوع الآثار الجانبية من التعب، وانتفاخ البطن، والإمساك والإسهال التبادلي، إلى تأثيرات خطيرة مثل فقدان الوزن غير المقصود، وسوء التغذية، وتلف الأمعاء المرتبط بمرض الاضطرابات الهضمية المصاحب لاضطراب المناعة الذاتية.
الأبحاث تشير إلى أن الأفراد المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية يواجهون خطرًا أعلى للإصابة بمشاكل صحية إضافية مثل هشاشة العظام وفقر الدم نتيجة لضعف امتصاص الكالسيوم والحديد.
بالإضافة إلى ذلك، يتزايد خطر العقم واضطرابات الأعصاب، وفي حالات نادرة، الإصابة بالسرطان.
الغلوتين يمكن أيضًا أن يسبب مشكلة معروفة باسم “اعتلال الأمعاء الحساس”، حيث لا تتحمل أمعاء بعض الأفراد كميات مرتفعة من الغلوتين.
ويُعرف أيضًا بـ “التهاب الجلد الحلئي الشكل”، حيث يظهر طفح جلدي أحمر مصاحبًا لحكة وظهور بثور نتيجة تناول الغلوتين.
الدراسات تشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من عدم تحمل شديد للغلوتين، كما في حالة الاضطرابات الهضمية، قد يكونون عرضة للإصابة بالضعف الإدراك.

مرض الاضطرابات الهضمية
يعتبر مرض الاضطرابات الهضمية ناتجًا عن عدم تحمل الغلوتين، البروتين الموجود في بعض الحبوب مثل القمح والجاودار والشعير.
يؤدي تناول أي طعام يحتوي على الغلوتين إلى تحفيز تفاعلات الأمعاء والتسبب في التهاب وتلف الجدران، مما يعيق امتصاص المواد الغذائية.
يشمل خطر المرض أيضًا الإصابة بسرطان الأمعاء، خاصة سرطان الغدد الليمفاوية.
يظهر هذا النوع من السرطان بشكل نسبي عند الأشخاص فوق سن 50 عامًا.
من بين المضاعفات الأخرى المحتملة طويلة الأمد للمرض تشمل ظهور آفات تقرحية، ونزيف داخلي، وانثقاب جدار الأمعاء.
يتم علاج مرض الاضطرابات الهضمية من خلال تحديد قائمة غذائية مناسبة وتجنب المنتجات التي تحتوي على الغلوتين.
يُشدد على قراءة الملصقات بعناية لتجنب الغلوتين في منتجات مثل النقانق، والمعكرونة، والحلويات.
يمكن اختيار المنتجات الخالية من الغلوتين كبديل، مثل الحنطة السوداء والأرز والشوفان والذرة.
من المهم اتباع نظام غذائي خالي من الغلوتين لمدة تتجاوز ستة أشهر، ويتطلب الأمر تناول مكملات غذائية لتعويض الفيتامينات والمعادن.
يمكن أن يوصي الطبيب بأدوية تثبط الالتهاب المعوي في حالة الحاجة.
سبوتنيك عربي