الاخبار

“الصندوق الأسود”.. من هو الرجل الذي يقود تمرداً على الجولاني؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أعلن جهاد عيسى الشيخ، الملقب بـ “أبو أحمد زكور”، القيادي البارز في “هيئة تحرير الشام”، عن انشقاقه عن الفصيل نتيجة لخلافات كبيرة مع قائد الهيئة أبو محمد الجولاني.

وأكد “زكور” في بيان نشره على منصة “إكس” أنه خرج من “جبهة فتح الشام” عام 2017 بسبب “سياسة التخوين والتغلب على ما أسماهم فصائل الثورة السورية”، وعاد للهيئة ليتولى ملف العلاقات مع ميليشيا الجيش الوطني السوري.

كان من المتوقع، ووفقًا لبيان “زكور”، إنهاء الخلافات وبناء علاقات جديدة والعمل على مساعدة الميليشيات الارهابية المسلحة في رفع السوية العسكرية ونقل الخبرة إليها، وبناء مشروع تشاركي يشمل الجميع.

ولكن، بحسب “زكور”، قامت الهيئة بتغيير السياسة والسيطرة على الميليشيات وتفكيكها، مما دفعه إلى الانشقاق وإعلان خروجه من التنظيم.

زكور أشار إلى أن الهيئة خالفت الاتفاق عبر السيطرة والهيمنة وقضم الفصائل وتفكيكها، والسعي إلى السيطرة العسكرية والأمنية والاقتصادية في مناطق ميليشيا الجيش الوطني، والعمل الأمني من خطف وغيره دون التنسيق مع أي جهة، واتهمت زكور الهيئة بتوجيه التهم المعلبة لكل مخالف وتشويه صورته.

تأتي هذه الانشقاقات في سياق توترات داخلية في “هيئة تحرير الشام” وتصاعد التوترات مع تصاعد الهجمات على القواعد الأمريكية في المنطقة.

وتفجّر الخلاف بعد أن حاول الجهاز الأمني للهيئة اعتقال شخصيات مقربة من “أبو أحمد زكور”، مع تسريب معلومات غير رسمية أن سبب محاولة الاعتقال هي حملة جديدة ضد عملاء للتحالف الدولي، لكن زكور توجه مع المقربين منه إلى منطقة عفرين، لتجنب عمليات الاعتقال.

فيما قالت مصادر معارضة أنّ تدهور العلاقة بين “الشيخ” و”الجولاني” هي امتداد للأزمة التي عصفت بالتنظيم شهر آب من العام الجاري، والتي طفا منها على السطح اعتقال “القحطاني” وتسريب معلومات عن عمالته للتحالف الدولي.

وكان لزعيم الهيئة رغبة باعتقال “الشيخ” أيضاً، لكنه امتنع عن الخطوة بسبب اعتبارات داخلية، وخشيته من الارتدادات التي قد تنتج عن القرار بسبب النفوذ الذي يتمتع به الشيخ.

من هو أبو أحمد زكور؟
ينحدر “جهاد عيسى الشيخ” من النيرب في حلب، ويعتبر من قادة الظل في هيئة تحرير الشام، وصندوقها الأسود، إذ كان يشغل مناصب عدة داخل الهيئة، منها في العلاقات العامة، وأخرى في الملف الاقتصادي، كما لعب نفوذه العشائري دوراً في تعزيز حضوره واستخدامه من قبل الجولاني لتعبيد الطريق نحو مناطق نفوذ ميليشيا الجيش الوطني السوري بريف حلب.

وهو من عشيرة البوعاصي إحدى عشائر قبيلة البكارة, والده الشيخ عيسى العاصي أبو علي، وجه من وجوه القبيلة.
درس إلى الصف التاسع، ومع بداية غزو العراق التحق بـ”أنصار السنة” ثم “التوحيد والجهاد” التي بايعت القاعدة.

لم يكن وجه “زكور” مألوفاً لدى السوريين، إذ ظهر للعلن على وسائل التواصل الاجتماعي مع محاولات تحرير الشام التغلغل شمالي حلب، إذ نشر في الثاني من شهر تموز عام 2021، صورة له ضمن تغريدة كتب فيها “أنا باعزاز الآن بجولة على قيادات الجيش الوطني نسأل الله التوفيق”، وأعاد تغريدته القيادي أبو ماريا القحطاني وكتب: زعلان منك تاج راسي تصورت لحالك ما صورتني معك”.
ويبدو أن العلاقة بين “زكور” و”الجولاني” أكبر بكثير من أن تُختزل في سوريا، حيث نشر أنصار تنظيم “داعش” في عام 2016 صورة كشفوا فيها عن وجه “الجولاني” (تعمد الجولاني منذ بداية الثورة عدم إظهار وجهه إلى حين إعلان الانفصال عن تنظيم القاعدة)، واللافت أن “زكور” كان بجانب الجولاني في الصورة التي قال ناشروها إنها ملتقطة في العراق.

تولى جهاد عيسى الشيخ، الشهير بـ “أبو أحمد زكور”، عدة مناصب داخل “هيئة تحرير الشام”، منها منصب الأمير الأمني في آذار 2022 ومدير العلاقات العامة والتواصل مع القادة العسكريين في تشرين الأول 2022، بالإضافة إلى دوره كمسؤول مالي للهيئة الذي تولاه في شباط 2019.

بعد فرض العقوبات، أكد زكور أن العقوبات المالية التي فرضت عليه لا معنى لها، مشيرًا إلى عدم امتلاكه لأي دولار خارج سوريا وعدم توليه مسؤولية مالية أو اقتصادية في “هيئة تحرير الشام”.

اتخذ زكور مواقف صارمة تجاه تركيا، حيث اتهم جهاز الاستخبارات التركي بالوقوف وراء اغتيال صدام الموسى، قائد “أحرار الشام” في القطاع الشرقي، معربًا عن استيائه من منهج الاغتيال والغدر الذي اتبعه جهاز المخابرات التركي.

زكور أعرب عن انتقاداته لتصريحات تركيا بشأن المصالحة مع دمشق، وصفها بـ”المخزية”.

يُشير النص إلى أن زكور، الذي يتمتع بنفوذ عشائري ويُعد رقمًا صعبًا داخل “هيئة تحرير الشام”، قد انتقل إلى ريف حلب الشمالي، مما يجعل الصراع المحتمل بينه وبين قيادة الهيئة أمرًا معقدًا، خاصةً إذا قرر تشكيل جسم عسكري في المنطقة وتواصل مع مجموعات سابقة تابعة لميليشيا الجيش الوطني.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى