لماذا لون الثلج أبيض؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تخيل لحظة استيقاظك بعد ليلة ثلجية كثيفة، حيث يتساقط الثلج بكثافة، وتتأمل المنظر الأبيض الذي يظهر خارج نافذتك. ومع ذلك، إذا قمت بتشغيل الصنبور أو فتحت الفريزر، ستلفت انتباهك إلى أن الماء السائل والثلج يظهران بألوان مختلفة. لكن لماذا يكون الثلج أبيضًا؟

عندما نتحدث عن كيفية تحول H2O، المادة الشفافة بطبيعتها، إلى شيء أبيض، يلقي كينيث ليبرشت، أستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ومؤسس موقع snowcrystals.com، الضوء على هذا الأمر. يشير إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالزجاج، مثل زجاج النافذة، الذي يكون عادةً شفافًا، يصبح أبيضًا بمجرد تحطيمه إلى قطع صغيرة. ويوضح ليبرشت أن الفارق يكمن في تفاعل الضوء مع سطح واحد مستوٍ كالنافذة مقارنة بالأسطح المتعددة الأوجه كالزجاج المكسور، ويؤكد أن هذا المفهوم ينطبق أيضًا على الثلج.

بحسب علم البصريات، عندما يصطدم الضوء بجسم، يمكن أن ينعكس، يمتص، أو يمر عبره. على سطح أملس ومستوٍ مثل الزجاج أو الجليد، تمر أشعة الضوء عمومًا بشكل مستقيم، مما يجعل الأشياء تبدو واضحة بالنسبة لأعيننا. ومع ذلك، في حالة الزجاج المكسور، حيث تكون هناك العديد من الأسطح غير المستوية، ينعكس الضوء بشكل متنوع وينتشر في جميع الاتجاهات، وهذا يحدث أيضًا في حالة رقاقات الثلج، التي تتألف من مئات البلورات الصغيرة ذات الأشكال والهياكل المتنوعة. ونتيجة لتناثر الضوء بشكل متنوع، يشمل الضوء المنعكس جميع ألوان الطيف، مما يجعلها تبدو بيضاء عندما نراقبها.

وعلى الرغم من أن الثلج يكون غالبًا أبيض اللون، إلا أن له تدرجات ألوان أخرى. يشير ليبرشت إلى أن الكتل الثلجية والجليد والأنهار الجليدية قد تظهر أحيانًا بلون أزرق، وذلك عندما يخترق الضوء طبقاتها الداخلية من خلال الشقوق ويتشتت. ومع تشتت الضوء في الثلج والجليد، يصبح لون الأزرق أكثر وضوحًا بمرور الوقت، بسبب امتصاص الماء والجليد للضوء الأحمر بشكل أكبر من الضوء الأزرق. ويتحدث المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد عن الحاجة إلى عمق لا يقل عن قدم واحدة لرؤية أي لون على الإطلاق.

يوجد أيضًا أمثلة على الثلج بألوان مختلفة، مثل الثلج الوردي أو الأحمر الملون، المعروف أيضًا بـ “ثلج البطيخ”. يعود لونه إلى وجود طحالب مائية برداء حيث تعيش داخل الثلج وتكون ذات لون أحمر. وبالمثل، يمكن للجزيئات والكائنات الحية الأخرى أن تلون الثلج بألوان متنوعة، مما يعني أن الثلج، من الناحية النظرية، يمكن أن يأخذ أي لون من ألوان قوس قزح.

وفي الختام، فإن رؤية ثلج بلون محدد تشير إلى محيطه البيئي، كما أن رؤية ثلج أصفر تعني عادة وجود مسارات قريبة للحيوانات.