اخبار سريعة

مع شح المحروقات واقتراب الشتاء … تمز الزيتون يعود إلى الواجهة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تحتل أزمة المحروقات خلال فصل الشتاء حيزاً كبيراً من اهتمام المواطنين على امتداد المحافظات، وبشكل خاص بعد أن تراجعت مخصصات المواطنين إلى 50 لتر فقط لكل بطاقة “ذكية” وهي كمية لا تكفي أياماً معدودات، ليعود السوريون لاستخدام “الجفت” أو ما يعرف بـ”تمز الزيتون” وهي بقايا ثمار الزيتون الصلبة المتبقية بعد عصر الزيتون، من قشور الحبيبات والحشوة وما تبقى من الزيت.

 

وللحديث عن هذه المادة، روت سلام سليمان، من سكان قرية حالات في تلكلخ بريف حمص الغربي “استخدمت منذ أيام طفولتنا للتدفئة ولأغراض أخرى مثل تسخين المياه والطبخ من خلال حرق التمز في مدافئ الحطب”.

 

“الزيت المتبقي يوقد ناراً قوية”، تضيف سلام، وبالتالي فإن النار المتقدة من التميز تكون مناسبة لأداء جميع المهام المنزلية بكفاءة عالية ولوقت طويل نسبياً”.

 

وأكملت سلام: “عدنا لممارسة الطقوس القديمة ذاتها، فعدنا لشراء التمز من أصحاب المعاصر وتجفيفه وضغطه على شكل اسطوانات بطول 30 سنتمتراً، حيث يخضع للتخمير والتشميس على مدى أشهر، قبل أن يستخدم خلال فضل الشتاء”.

 

وحسب تلفزيون الخبر، فلجأ أهالي محافظة حمص كما غيرهم إلى استخدام “تمز الزيتون” كبديل عن “المازوت” بهدف التدفئة، بعد ارتفاع سعر اﻷخير بالسعر الحر وندرته بالسعر المدعوم، فلم يعد استخدامه يقتصر على الأرياف، وبات منتشراً داخل المدن أيضاً.

وبينت سلام لتلفزيون الخبر أن:ّ “بيع التمز بات تجارة مربحة حيث يحصل عليه التجار من معاصر الزيتون ويبيعون لمحال محددة تبيع بأسعار كيفية مرتفعة ما يدفع الكثير من السكان لشرائه وصنعه يدوياً لتوفير ما يمكنهم من المال”.

 

وأشارت سلام إلى: “ارتفاع سعر كيلو التمز إلى نحو 3000 ليرة للكيلو الواحد الجاهزة للاستعمال بينما المباع على شكل “دوكما” يكون سعره أقل، وبشكل عام أصبح“الإقبال جيد على شراء التمز، فقد تضاعف عدة مرات عن الأعوام الماضية”.

 

وفرضت أزمة المحروقات الخانقة نفسها على المواطنين في شتى المحافظات، ودفعتهم لابتكار وسائل بديلة تعوضهم عن نقص الكثير من المواد الأساسية في الحياة.

 

فعاد استخدام الببور والكاز والحطب والفانوس، وغيرها من الوسائل التي تعرفنا عليها في روايات الأجداد فقط، دون أن نعتقد للحظة بإمكانية إعادة استخدامها، ولعل أكثرها غرابة العودة لاستعمال روث الحيوانات كوسيلة تدفئة وهو ما يعرف شعبياً “قرفوش الجلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى