الاخبار

زيارة الرئيس الأسد للصين والأمال المعلقة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

عندما انتشرت أخبار الزيارة المنتظرة لوفد سوري عالي المستوى بقيادة الرئيس بشار الأسد إلى الصين، بدأت التكهنات تتزايد حول أهداف هذه الزيارة وكيف ستؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي للشعب السوري. فما هي الفرص التي يمكن أن تتاح أمام هذه الزيارة التي يجري التحضير لها؟
يجب أن نلاحظ أن اهتمام الصين بسورية لم يكن محصوراً في الفترة بعد بداية الحرب في عام 2011 أو بعد إعلان “مبادرة الحزام والطريق” في عام 2013، بل كان موجوداً منذ فترة طويلة قبل ذلك.
فقد لاحظ بعض الباحثين العرب هذا الاهتمام أثناء ملتقى في بكين عام 1999، حيث كان الباحثون الصينيون مهتمين بالموقع الجيو سياسي لسورية في شرق المتوسط ودورها الاستراتيجي في مشروع الحزام والطريق الصيني.
تزايدت أهمية سورية للصين بعد زيارة الرئيس الأسد لبكين في عام 2004، حيث تم التوصل إلى اتفاق بين البلدين يتيح لـ 200 شركة صينية كبيرة بناء 600 مصنع في مدينة عدرا العمالية.
هذا الاتفاق قصرّ مدة توصيل البضائع إلى دول الاتحاد الأوروبي من 40 يومًا عبر قناة السويس إلى 10 أيام فقط، ولكنه لم ينفذ وظلت الأسباب وراء عدم تنفيذه غامضة.
وبالرغم من ازدياد أهمية سورية للصين بسبب الحرب والأحداث الإقليمية، إلا أن الدعم الاقتصادي المباشر من الصين لسورية لم يصل إلى مستوى الدعم السياسي في مجلس الأمن، بسبب عوامل تتعلق بالتوازنات العالمية والعلاقات الدولية.
على الرغم من ذلك، تواصلت التبادلات التجارية بين الصين وسورية بشكل مستدام.
في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية بين الصين وروسيا وإيران من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، تبدو سورية أكثر أهمية في الساحة الدولية.
ويظهر أن هناك اصطفافات معقدة على مستويات مختلفة تشمل الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهذا يفتح أمام سورية فرصًا جديدة للتعاون مع الصين في مختلف المجالات.
لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن تحسين الوضع الاقتصادي في سورية يعتمد على عوامل متعددة تشمل تحقيق الأمن الداخلي والحل السياسي، وتغيير البنية التحتية الاقتصادية، وتحسين التشريعات الاقتصادية.
هذه التحديات تجعل الخيارات الممكنة محدودة في الوقت الحالي، لكن سوريا قد تكون لها دور هام في تحقيق مشاريع الصين في المنطقة وتعزيز التعاون الاقتصادي في المستقبل.
الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى