اخبار سريعة

لماذا كان الملياردير المصري محمد الفايد منبوذاً من النخبة البريطانية؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

وفاة الملياردير المصري محمد الفايد كانت حدثًا بارزًا لوسائل الإعلام البريطانية. تم استعراض مسيرة الراحل الذي بدأ حياته كبائع للمشروبات الغازية في شوارع الإسكندرية وأصبح لاحقًا واحدًا من أكبر أثرياء المملكة المتحدة.

تحقق محمد الفايد في حياته الكثير من النجاحات، بدءًا من اكتساب شهرة وثروة وصولاً إلى امتلاكه للعديد من الفنادق والمتاجر الفاخرة. ومع ذلك، رحل الملياردير المصري دون أن يحصل على اعتراف رسمي من النخبة البريطانية، على الرغم من قضائه معظم حياته هناك واستثماراته الكبيرة. كما أنه لم يُمنح الجنسية البريطانية أو موقعًا في أوساط النخبة الحاكمة.

الفايد كان مشهورًا بصراحته في التعبير عن آرائه وتورطه في السياسة البريطانية. اتهم العائلة المالكة والاستخبارات البريطانية بتدبير حادث السيارة الذي أودى بحياة عشيقه والأميرة ديانا في نفق ألما في باريس عام 1997، وذلك بهدف منع ارتباط محتمل بينهما.

على الرغم من تلك الاتهامات، لم يقدم الفايد أدلة دامغة لدعم اتهاماته ولم ينال الاعتراف الرسمي الذي كان يتوقعه. وبالإضافة إلى مشاركته في الأعمال التجارية، قام بأعمال خيرية تساعد الأطفال في بريطانيا وتايلاند ومنغوليا.

تأسس الفايد أمبراطورية تجارية شاملة تضم مجالات الشحن والعقارات والمصارف والبيع بالتجزئة والمقاولات. وحقق نجاحًا كبيرًا في أعماله واستثماراته، وكان له دور كبير في تطوير نادي فولهام لكرة القدم في لندن. ورغم التحديات والصراعات مع السلطات البريطانية، لم يفقد الفايد تواصله مع جذوره وثقافته.

في الختام، يُشير محيطو الفايد إلى أنه كان رجلًا ناجحًا ومثيرًا للجدل، وقد قاد حياةً استثنائية انعكست تحدياتها وإنجازاتها في مجالات متعددة.

بدأ الفايد حياته في العائلة والظروف المتواضعة، ولكنه استطاع تحقيق نجاحٍ باهر بفضل عمله الجاد ورؤيته الريادية. بيع المشروبات الغازية في شوارع الإسكندرية كانت بداية رحلته، ومن ثم توجه نحو مجال صناعة الملابس بماكينات الخياطة.

قام ببناء علاقات قوية في عالم الأعمال، ومن بين هؤلاء العلاقة مع عدنان خاشقجي، الثري السعودي وتاجر السلاح المعروف. هذه العلاقات ساهمت في توجيه مسيرته نحو النجاح وتحقيق ثروة كبيرة.

استشار محمد الفايد سلطان بروناي في الستينات، ثم انتقل للإقامة في بريطانيا في العقد اللاحق. اشترى مع شقيقه علي فندق ريتز في باريس عام 1979، وبعد معركة استمرت سنوات، نجح في الاستحواذ على متاجر هارودز الفاخرة في لندن.

رغم التحديات والمشكلات القانونية التي واجهها، استمر الفايد في النجاح في أعماله. ارتفعت المبيعات في هارودز بنسبة 50 في المئة بعد عشر سنوات من استحواذه عليها، وزادت الأرباح بشكل ملحوظ.

كما استحوذ أيضًا على نادي فولهام الإنكليزي لكرة القدم وساهم في تحويله إلى فريق ناجح في الدوري الإنكليزي الممتاز.

بالرغم من كل الصراعات والتوترات مع السلطات والنخبة البريطانية، ظل الفايد مواكبًا لجذوره وقيمه، واعتبر أن هذه التحديات جزءًا من رحلته وأنها شكلته وشخصيته.

في الختام، يبقى محمد الفايد شخصية استثنائية قد تركت أثرًا كبيرًا في عالم الأعمال والثقافة البريطانية، وبالرغم من كل الصعاب، فقد حقق نجاحًا لا يُنكر، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ العلاقات بين مصر وبريطانيا.

عربي 21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى